قصص مختارة للصغار

قصص مختارة للصغار

إعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع

 

 

الرجل والطائر

سقط طائر غريب في يد صيّاد، فبدأ الطائر يتحدّث مع الصيّاد، فدهش منه وسأله:

– هل تتحدّث بلغتنا؟

– إنّي أعرف لغات كثيرة، ووهبني الله حكمة، فهل تريد أن أقدّم لك ثلاث حكم تسندك كلّ أيّام حياتك؟

– نعم، أكون شاكرًا لك إن قدّمت لي هذه الحكم الثلاث.

– إنّي مستعدّ أن أقدّم الحكم على أن تعدني بأن تطلقني حرًّا.

– أعدك، وسأفي بوعدي.

– اسمع، إذًا، الحكم الثلاث، إنّ حفظتها تنجو من كلّ كارثة وتنجح في حياتك: الحكمة الأولى: لا تندم قطّ على خير فعلته، والحكمة الثانية: لا تصدّق  من لا يوثَق به، والحكمة الثالثة: لا تطلب أن تنال ما هو مستحيل.

عندئذ أطلق الرجل الطائر حسب وعده، فبسط الطائر جناحيه فرحًا وطار. ثمّ وقف على غصن شجرة مرتفعة، ونادى الصيّاد قائلاً: “يا أيّها الصيّاد الغبيّ، كيف تطلقني؟ لقد ضاعت منك أعظم ثروة في العالم، إذ أحوي بداخلي جوهرة لا تقدّر بثمن. إنّها تحمل قوّة سحريّة بها صرت أنا حكيمًا”.

اغتاظ الصيّاد جدًّا لفقده الجوهرة السحريّة، وصمّم أن يصطاد الطائر ويذبحه ليحصل عليها. وهكذا بدأ الصيّاد يتسلّق الشجرة بصعوبة بالغة حتّى بلغ منتصفها، فسقط وانكسرت رجله فصار يصرخ. فنظر إليه الطائر وقال له في سخرية: “يا لك من صيّاد غبيّ. لقد قدّمت لك الحكمة ولم ترد أن تتعلّم شيئًا. سألتك، أوّلاً، ألاّ تندم على خير فعلته، وها أنت قد ندمت على إطلاقي حرًّا. وطلبت منك ألاّ تصدّق ما لا يوثق فيه، وها أنت تصدّق طائرًا يسخر بك، ويدّعي أنّه يحمل جوهرة سحريّة في داخله، الأمر الذي لا يقبله عقل. ولم تنفّذ الحكمة الثالثة وهي أن تطلب أن تنال ما هو مستحيل، فتسلّقت الشجرة لتمسك بطائر حرّ يقف على قمّة الشجرة. إنّك لم تنتفع بكلمات الحكمة. إنّي حزين بسبب حماقتك،  ولكنّك لست أنت الأحمق فقط، بل هناك الكثير من البشر أمثالك حمقى”.

وما إن قال العصفور هذا، حتّى طار فرحًا يغرّد يرفرف بجناحيه منتقلاً من غصن إلى آخر، فيما بقي الرجل أسفل الشجرة يهزّ رأسه أسفًا وألمًا.


مَن هو القدّيس

دخل سمير الكاتدرائيّة وسار مع والدته وهو ينظر إلى نوافذ الكنيسة التي صُوِّرت عليها أيقونات القدّيسين بالزجاج المعشّق (نوع من الفن الزجاجيّ) الجميل. فأخذ سمير يسأل والدته: من هذا القدّيس؟ فتجيبه إنّه القدّيس متّى البشير الإنجيليّ، أو القدّيس أنطونيوس الكبير، أو…أو…

عاد سمير إلى المنزل، وصار يروي لأخته الأكبر منه سنًّا عن أيقونات القدّيسين الجميلة التي شاهدها. فسألته أخته: “تُرى من هو القدّيس؟”. فأجاب الطفل: “إذا ما وقف الإنسان في فناء الكنيسة، ونظر إلى نوافذها أو إلى جدرانها المليئة بأيقونات القدّيسين يرى النور يشعّ منهم. فالقدّيس هو الشخص الذي يشعّ منه النور الإلهيّ”. هزّت أخته رأسها موافقة في صمت.

هذا هو تعريف القدّيسين الذين نرى فيهم نور السيّد المسيح متجلّيًا. فإن كنّا نمجّد القدّيسة مريم والدة الإله ونطوّبها، أو نطلب شفاعة نبيّ من الأنبياء أو شهيد من الشهداء إنّما نرى مسيحنا يتمجّد من خلال عمل نعمته فيهم، ولذلك نطلب شفاعتهم.

أمّا بالنسبة لكم، يا أحبّاءنا، فيليق بكم، أوّلاً، أن تقتدوا بهم، وتطلبوا نعمة الله لتعمل فيكم، فيتحقّق فيكم قول السيّد المسيح: “أنتم نور العالم” أو “ليضئ نوركم أمام الناس فيمجّدوا أباكم الذي في السموات” (متى 16:5). وثانيًا: أن يكون لكلّ واحد منكم شفيعه الذي يصلّي له ويطلب منه ما يشاء.

 

 

الكنـــــــــــــز

وقف داني ككلّ يوم وراء الباب يتفرّج على جدّته وهي تفتح خزانتها القديمة بمفتاحها الكبير، لتخرج من العلبة الحديديّة، ذات المفتاح الذهبيّ، الليرة الذهبيّة التي كانت قد خبّأتها فيها.

وفجأة علا رنين الهاتف، فأسرعت الجدّة لتردّ، تاركة العلبة مفتوحة، فدخل داني، وأخذ الليرة الذهبيّة، وفيما كان يهمّ بالخروج تعثّر ووقعت الليرة من يده، واختفت. أخذ داني يفتّش عليها بسرعة فائقة قبل أن تأتي الجدّة وتلاحظه، ولحسن الحظّ عثر داني على الليرة، فخبّأها في جيبه، وانسلّ من الغرفة قبل أن تصل إليها جدّته.

ما لبث داني أن سمع صوت جدّته تصرخ قائلة: “لقد ضاعت الليرة، لقد فُقد الكنز الذي كنت أملكه، لقد خسرت ما أورثني إيّاه أجدادي”. خاف داني كثيرًا، وندم على فعلته هذه، وقرّر أن يعترف بالحقيقة، ويعتذر من جدّته.

عرفت الجدّة بما حصل، وتأسّفت على غلطة داني، ولكنّها سامحته طالبة منه أن ينتبه مرّة أخرى، ولا يخضع للفكر الشرّير. وأمّا داني فقال لجدّته:

– لم أكن أعرف، يا جدّتي، بأنّ هذه الليرة لها قيمة كبيرة لديك.

– ابتسمت الجدّة وقالت له: سوف أقول لك سرًّا كبيرًا أرجو أن يبقى بيني وبينك. إنّ قيمة هذه الليرة لا يكمن في أنّها ورث عن آبائي وأجداي، فقط، بل لأنّ صورة الملك مطبوعة عليها، ولا يوجد منها عدد كبير. والذي جعلني أتمسّك بها كثيرًا لكون جدّتي أخذتْها من الملك نفسه.

– ولكن، يا جدّتي، يوجد كثير مثلها.

– لا، يا حبيبي، إنّ بقيّة الليرات تختلف اختلافًا بسيطًا عنها يكاد لا يُرى.

– وهل قيمتها كبيرة لهذه الدرجة؟

– نعم، فبقدر ما هذه الليرة صغيرة الحجم، بقدر ما تزداد قيمتها سنة بعد سنة. ثمّ لا تنسَ أنّ هذه الليرة ستصبح ملكًا لك بعد انتقالي إلى السماء.

– وماذا سأفعل بها؟

– احتفظ بها قدر الإمكان، واحترس أن تضيع منك أو أن تبيعها. إنّ هذا الكنز يشبهك تمامًا، فبالرغم من أنّك صغير، ولكنّ قيمتك كبيرة جدًّا، أتعلم لماذا؟

– لماذا؟!!

– لأنّك تحمل صورة الملك، صورة ربّنا يسوع المسيح.

– أنا أحمل صورته؟ كيف ذلك؟!!

– نعم، يا حبيبي، فإنّك من اليوم الذي اعتمدت فيه، ومسحك الكاهن بالميرون المقدّس، انطبعت صورة الملك السماوي فيك. ولذك قلت لك أن تحتفظ بهذا الكنز، ولم أكن أعني الليرة الذهبيّة، فقط، بل الكنز الحقيقيّ الذي هو الربّ يسوع المسيح. احتفظ بحضوره داخلك، وصلِّ له، وخاطبه صباحًا ومساء وفي كلّ وقت إن استطعت. لا تقبل الأفكار الشرّيرة من كذب وحسد والكلام على الآخرين وإهمال الواجبات الدينيّة… وهكذا تحتفظ بصورته فيك نقيّة وجميلة. أتعدني بذلك؟

– نعم، سأحاول. ولكنّ قد أخطئ، فماذا يحلّ بالصورة؟

– عندما تخطئ، اعترف بخطئك، واطلب السماح من الربّ، ولا تعاود اقترافه ثانية، فتعود الصورة إلى جمالها.

 

الفيل الصغير

ابتعد الفيل الصغيـر عن المرعى الذي اعتاد أن يرعى فيه كلّ يوم، فلمّا أراد الرجوع إلى أمّه ضلّ الطريق. وفي أثناء بحثه عن الطريق وصل الفيل الصغير إلى غابة كثيفة الأشجار وقد أقبل الليل، فقابله ثعلب مكّار يعيش في تلك الغابة. قال الثعلب للفيل الصغير:

–  ماذا تفعل في الغابة في هذه الليلة الشديدة الظلام؟

– إنّي ضللت الطريق إلى بيتنا، ولا أستطيع الرؤية في الظلام.

– لابأس عليك. تعال، واسترح قليلاً في بيتي، ثمّ نذهب معًا نبحث عن بيتكم.

قال الثعلب ذلك، وهو يُمَنّي نفسه بأكلة دسمة، تكفيه أيّامًا كثيرة.

شكر الفيل الصغير الثعلب على كرم أخلاقه، ولكنّ الثعلب الغدّار كان يدبّر للفيل مكيدة، فقال له: “انتظرني هنا هنيهة، ريثما أذهب لأشرب من النهر القريب”. راح الثعلب يحفر في الطريق إلى النهر حفرةً عميقة، حتّى يسقط فيها الفيل، فيسهل عليه افتراسه، وأكل لحمه اللذيذ. ولمّا فرغ الثعلب من حفر الحفرة، غطّاها بفروع الشجر، وكانت البومة الطيّبة تقف على شجرة هناك، فرأت ما فعله الثعلب، وأدركت قصده. فطارت إلى حيث ينتظر الفيل الصغير، وحكت له كلّ ما رأته، وحذّرته من مكر الثعلب، وطلبت منه أن يتصرّف بحكمة، ثمّ عادت إلى مكانها فوق الشجرة .جاء الثعلب وقال للفيل:

– هيّا بنا، يا صديقي، نبحث عن بيتكم.

– أيّ طريق سنسلك؟

– طريـق النهر.

– حسنًا. سرْ أنت أمامي، ودعني أمسك بذيلك.

– لماذا أسير أمامك، ولماذا تمسك بذيلي؟

– لأنّي لا أرى في الليل جيّدًا، وإمساكي بذيلك يطمئنني أنّي أسير في الطريق الصحيح. نعقت البومة فجأةً تحذّر الفيل الصغير، فارتعب الثعلب، وحاول أن يخلّص ذيله من خرطوم الفيل، ولكنّ الفيل دفعه دفعة قويّة بخرطومه، فسقط في الحفرة. جاءت البومة إلى الفيل، وهنّأته بسلامته، وعرضت عليه أن تساعده في العثور على بيته. سار الفيل والبومة تركب فوق ظهره، وتدلّه على الطريق .سار الفيل مسافةً طويلة، وفجأةً صاح وقال للبومة:

– لقد طلع النهار، فأنا أشعر بحرارة الشمس، وأستطيع أن أرى معالم الطريق، ها نحن وصلنا إلى المرعى القريب من بيتنا.

– هذا صحيح، فأنا لا أبصر جيّدًا في ضوء النهار.

– لا بأس ستنزلين عندنا، أيّتها الصديقة، حتّى يأتي الليل.

– أنت صديقٌ وفيٌّ، وسوف أزورك، دائمًا، في الليل.

– وأنا سوف أزورك، دائمًا، في النهار .

أحبّاءنا، ما أجمل الصدق، فإنّه يجعل الناس يلتفّون حولنا ويحبّوننا، وأمّا الكذب، فبالعكس ينفر الناس منّا ويبتعدون عنّا، لأنّهم لا يثقون بالكذّاب.

 

 

هل تعلم؟

هل تعلم ماذا كان يدعى المسيحيّون أيّام الرسل؟

هناك ثلاث تسميات شاعت أيّام الرسل دُعي بها المسيحيّون: مؤمنون وقدّيسون وإخوة أو أخوات، وهي تعبّر عن حياة أولئك المسيحيّين الأوائل. فتسمية مؤمنين كانت تعبّر عن إيمانهم الجديد بالمسيح يسوع، وحياة الإيمان القويّ التي كانوا يحيونها. وتسمية قدّيسين كانت تعبّر عن تصرّفاتهم الحسنة وعلاقتهم الحارّة بالله. وأمّا التسمية الثالثة إخوة أو أخوات، فكانت تعبّر عن علاقة المحبّة الشديدة التي كانت تربطهم ببعضهم البعض كأعضاء في جسد المسيح الواحد. إنّها تسمية تلائم سلوكهم المسيحيّ.

افحصوا أنفسكم، يا أحبّاءنا، إن كنتم، أنتم أيضًا، مثلهم تتمتّعون بالتسمية نفسها التسمية والصفات عينها؟

 

 

السباق السنوي

اليوم يبدأ السباق السنويّ للدرّاجات، فتجمّع الأولاد للسباق، ومن بينهم البطل مارك الذي اعتاد أن يكسب السباق كلّ سنة، وذلك بفضل معلّمه الذي كان يدرّبه، دائمًا، ويشجّعه ويدلّه على الطريقة الصحيحة للفوز. ولكنّ مارك كان قلقًا هذه المرّة، لأنّ السباق سيكون في طريق صعب فيه أشجار كثيرة قد تجعله يضيّع معالم الطريق بسهولة. ولكنّ المدرّب شجّعه، ووعده أن يكون إلى جانبه إن حصلت له أيّة مشكلة، أو تعرّض لأيّ عائق، فوثق مارك بوعود مدرّبه، وأبعد القلق عنه.

وفي الصباح الباكر بدأ المتسابقون يركبون درّاجاتهم، وكلّ منهم يعلّل نفسه بالفوز، وطبعًا كان مارك في مقدّمتهم. أُعطي الإنذار ببدء السباق، فانطلق الجميع يسابقون بعضهم بعضًا، إلى أن وصلوا إلى طريق كثيف بالأشجار غطّت لوحات اتّجاه السير، فتاه معظم المتسابقين، وضلّوا الطريق. أمّا مارك، فقد اتّبع إرشادات مدرّبه، وركّز انتباهه على الطريق الصحيح. ولكن، وفجأة حصل له أمر غير متوقَّع، فلقد أخذ أحد المتسابقين يحاول ضرب درّاجة مارك ليعطّل له جريه. فحاول مارك، عندئذ، أن يسرع أكثر ليتخلّص منه، ولكنّه اصطدم بإحدى الأشجار ووقع على الأرض، وقد جُرحت رجله. ضحك عليه زميله الذي كان يحاول عرقلته، واستمرّ يجري بأقصى سرعة محاولا كسب الوقت قبل أنت يقوم مارك.

بقي مارك قرب درّاجته حزينًا لا يستطيع الوقوف، وقد صار موضع استهزاء كلّ المتسابقين الذين كانوا يمرّون قربه دون أن يحاولوا مساعدته، بل صار بعضهم ينعته بنعوت غير لائقة، وآخرون جعلوا يقهقهون عاليًا، مؤكّدين لمارك هزيمته هذه المرّة. أمّا مارك، فأخذ يهمس بحزن: “أين أنت يا مدرّبي الحبيب، لا شكّ أنّك نسيتني، وعدت لا تهتمّ بي، وإلاّ لبادرت إليّ في هذه الصعوبة. أين وعودك، يا مدرّبي الأمين؟ آه لا بدّ أنّي سأخسر هذا السباق”. قال مارك هذا ثمّ بكى.

وفجأة أحسّ مارك بيدين تلمسانه بكلّ حنان، فنظر ليرى من هذا الأب الحنون الذي تداركه، وإذا به أمام مدرّبه الذي رفعه بسرعة، واحتضنه بمحبّة كبيرة، لكنّ مارك استمرّ في البكاء، وأخبره بما حصل معه، وكيف أنّه سيخسر السباق هذه السنة. أخذ المدرّب الحنون يطمئن ولده بأنّه لا زالت لديه الفرصة، وإنّ السباق لم ينتهِ بعد، ثمّ أخذ يفحص له جروحه، فوجدها طفيفة لا تستدعي العلاج، فنظّفها له، ثمّ ساعد مارك على الوقوف وهو يشجّعه قائلاً: “إنّ كلّ المتسابقين كانوا مشغولين بالاستهزاء بك، فلم يلاحظوا العلامات الموجودة على الطريق، والتي توضّح لهم طريق السباق الصحيح، وهذا ما جعلهم يسيرون في طريق أطول، وربّما خاطئ أيضًا. فانهض، إذًا، ولا تيأس، بل استمرّ في الجهاد”.

شعر مارك أنّ الأمل في النجاح لا يزال موجودًا، فركب درّاجته، وقد شمله حماس وفرح كبيرين، وأحسّ بأنّ مدرّبه يقف إلى جانبه، فأخذ يسير بأقصى سرعة يستطيعها، وهو ينظر إلى اللوحات الموضوعة على الطريق، ووصل مارك في اللحظة الأخيرة إلى خطّ النهاية، وكسب السباق بأعجوبة.

وهنا أحسّ مارك بأنّه يجب أن يشكر مدرّبه المحبوب على تدريبه له ومتابعته وتشجيعه، ولكنّ الأهمّ من ذلك يجب أن يعتذر منه على شكّه بتركه له ولو للحظة بسيطة على الرغم من ثقته الكبيرة به، وبأنّ مدرّبه لم يَعِدْهُ مرّة بالفوز إلاّ وحقّق وعده. فأسرع إليه، وارتمى في أحضانه يقبّله ويشكره على مساعدته. ثمّ نظر إليه بعين منكسرة، وطلب منه الاعتذار على شكّه بحبّه وعنايته به.

أحبّاءنا، نحن، أيضًا، كثيرًا ما تصادفنا المشاكل أو الصعوبات، ونحسّ بأن ربّنا نسينا، وعاد لا يهتمّ بنا. ولكنّ هذا الشعور خاطئ تمامًا، بل  على العكس، فالربّ يرافقنا باستمرار، وعينه تلاحظنا وتراقبنا، وفي وقت الشدّة أو الصعوبة يكون قربنا ليشدّدنا، ويحمينا من كلّ ضرر قد يصيبنا، وإن كنّا لا نحسّ بوجوده. فلنكن واثقين، دائمًا، بمحبّته مهما كانت الظروف التي تحيط بنا، لأنّه هو الذي قال لنا بلسان أحد أنبياء العهد القديم المدعوّ زكريّا: “لأنّه من يمسّكم يمسّ حدقة عيني” (زك 2: 8). أفلا يكفيك هذا القول كبرهان قويّ على محبّة الربّ الشديدة لنا؟!!

 

 

Leave a comment