أربع أسئلة حول العلم ونظرية التطوّر

الميتروبوليت نيقولاوس مطران ميسوغيا ولافريوتيكي

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

سؤال: كمؤمن بالله، ما هي وجهة نظركم حول مَن يريد أن يتعاطى البحث العلمي الحديث خاصةً ذاك الذي ينتهي إلى تحدّي الله كالهندسة الوراثية، وعلم الكون وعلم الأعصاب؟

جواب: البحث العلمي الذي يجري لتحدّي الله مصابٌ بمرض الإجحاف. في الأصل يكون البحث لاكتشاف الحقيقة العلمية. ما هي مشكلة شخص يريد أن يوسّع آفاق فكره ومعرفته؟ قد تكون مقاربة الله أفضل بهذه الطريقة. الله ليس إيديولوجيا علينا الدفاع عنها بكل السبُل، لكننا نؤمن به لأنّه الحقّ. بهذا المعنى، حتّى الحقيقة العلمية تعلنه. طالما الله ما يزال موضوع سؤال، فالوقت مناسب للبحث عنه. المؤمن الذي يخشى البحث العلمي يخشى الحقيقة، لا بل قد يكون مؤمناً لا يؤمن.

سؤال: ماذا لديكم للقول عن نظرية التطوّر؟ هل تتعارض مع تعليم الكنيسة؟

جواب: في هذا الموضوع، تعليم الكنيسة قائم على كتاب التكوين الموحى به. هذا ليس كتاباً حول الفيزياء ولا علم الحياة. الأمر المهمّ الذي يتكلّم عنه ليس ما إذا كان الله قد جبل الإنسان من تراب واين وجده، بل أن الله مخلوق على صورة الله ومثاله. كلّ ما تبقّى يقع في إطار التفاصيل. كيف للعلم أن يقوّض هذا؟ إلى ذلك، إذا كان العلم يحسّن فهمنا لهذا العالم وصورة الله فينا، لماذا نعترض عليه؟ أقصى ما يمكن قوله هو أننا نفهم بعض الأمور بشكل أفضل. إن شَبَه الإنسان بالله يعني أنه مخلوق بحياة إلهية ومنقوش لهدف التشبه بالله وهذا لا يستطيع العلم أن يغيّره، بالرغم من أنّ بعض العلماء يمكنهم أن يعترضوا عليه بغرور.

سؤال: إذاً لا يهمّ إذا كان أصل الإنسان حيواناً؟

ما يهمّ هو أصل الإنسان الإلهي وعلاقته بالله، أي أنّ الله خلقنا وليس كيف خلقنا. إلى هذا، ليس الخطر في أنّ أصل الإنسان حيواني، بل أن يصير مثله: “وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ” (مزمور 12:49). أنحاول أن نبرهن أننا حيوانات فيما غايتنا هي أن نكون على شبه الله؟

إذاً، ليست المشكلة تأكيد التطوّر علمياً بل بالالتزام بتفسيرها المريض الذي لا يبرهن عدم وجود الله بل يؤكّد مدى قصر النظر لدى الإنسان. استبدال الغاية الإلهية بالانحطاط الطائش إلى حيوان: حتّى الحيوانات لا ترغب ذلك.

سؤال: لكن لدينا تشابهات مهمّة بالحيوانات ونحن بحاجة إلى اكتشاف أهميتها.

جواب: يفاجئني الاهتمام بالشبه بيننا وبين الحيوانات. كم كانت الأمور مختلفة لو كان هناك اهتمام مماثل بشبهنا لله. علينا اكتشاف أهمية هذا الشبه. أمّا بالنسبة للحيوانات، على الأكيد هناك تشابهات. جسدنا بطريقة أو بأخرى يشبه القرود العليا. حتّى يمكننا أن نعلّم الحيونات الفضائل الغريزية. يوجد الكثير من الأمثلة في الكتاب المقدّس. المسيح نفسه يقول في العظة على الجبل: “انظروا إلى طيور السماء” وبأي طريقة يمكننا تقليدها. لكن المهم هو اختلافنا عن الحيوان. الإنسان نفساني – جسدي. هذا مصدر هذه القيمة. آن الأوان لتحويل انتباهنا بعيداً عن مشابهتنا للحيوانات نحو إمكانية مشابهتنا لله.

Leave a comment