رسالة كهنة طرابلس والكورة حول الهيئة المدنية للروم الأرثوذكس في لبنان

انشغل قسم من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية في لبنان، أواخر أيلول 2012 بمشروع إنشاء الهيئة المدنية للروم الأرثوذكس في لبنان. وقد فنّد الأرشمندريت توما بيطار المشروع(أنقر هنا)، كما نظّمت حركة الشبيبة الأرثوذكسية لقاءً عاماً شارك فيه اللقاء الرعائي تعبيراً عن رفضهم المشروع ومطالبتهم بتفعيل الموجود من القوانين. من جهتهم، كهنة أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما تداعوا إلى اجتماع في دير بكفتين، كلّفوا على أثره لجنة منهم لكتابة رسالة إلى المجمع يحملها صاحب السيادة مطران الأبرشية. وقد وجدت التراث الأرثوذكسي أن من الضروري نشر هذه الرسالة البنوية شهادة للتاريخ ومساهمة في الإضاءة على موقف الكهنة النابع من تقليد الكنيسة. ما يلي هو نص الرسالة

 

حضرة صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع

الكلي الطوبى والجزيل الاحترام

حضرة أصحاب السيادة مطارنة الكرسي الأنطاكي المقدس الجزيلي الاحترام

نُقبّل أياديكم ونطلب بركتم الرسولية

نحن كهنة أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما، تداعينا إلى الاجتماع، بعد اطلاعنا أن المجمع الأنطاكي المقدس سوف يلتئم في مطلع تشرين الأول 2012، في جلسة عادية، وعلى جدول أعماله دراسة مشروع النظام الأساسي لما يُسمى بـ “الهيئة المدنية العامة للروم الأرثوذكس في لبنان” وكان وراء حماسنا لحضور هذا الاجتماع والمساهمة في مناقشة المشروع المذكور هو شعورنا بأهميته نظرًا لما يمكن أن يتركه تبنّي مشروع كهذا من أثر مصيري على كنيستنا الأنطاكية الأرثوذكسية بعامة، وعلى الكنيسة والوطن في لبنان بشكل خاص.

صاحب الغبطة… أصحاب السيادة…

قبل كل شيء نريد أن تغفروا لنا تجرؤنا، لأننا سمحنا لأنفسنا أن نشارككم ولو من بعيد في دراسة هذا المشروع وتقديم بعض الأفكار والمقترحات، علّها تساعدكم في دراستكم له. لأنّنا، كما تعلّمنا منكم، فأنتم لستم وحدكم مؤتمنين على الخراف، بل ونحن أيضًا رعاتها المباشرين، وأنتم تريدوننا أن نكون رعاة صالحين لا مجرد “أجراء لا يبالون بالخراف” (يو 10: 13). إلى ذلك فالأسقف كونه رأس الكنيسة لا يعكس في المجمع المقدّس رأيه الشخصي فحسب، بل رأي أعضاء كنيسته، وخصوصًا الملهمين من الروح القدس منهم. على هذا النحو يمكن أن يصبح “الكثيرون أعضاء في الجسد الواحد الذي رأسه المسيح”، و”كنيسة الله الحيّ” أن تكون “عمود الحق وقاعدته” (1تي 3: 15).

من أجل هذا كلّه نرجو أن تطيلوا أناتكم علينا، وتأخذوا بعين الاعتبار ملاحظاتنا التالية:

1- يستغرب المرء حين يقرأ في المشروع المقترح القول: “ولما كان الانتماء الكنسي جامع الأرثوذكس في تنوع مواقفهم وخياراتهم السياسيّة واتجاهاتهم الفكرية …”. فهل حقًّا يجهل كاتب هذا المشروع أن “جامع الأرثوذكس الحالي ليس الانتماء الكنسي بل ولادتهم في بيوت سجّل على هويات أفرادها أنهم أرثوذكسيون؟! فهل الوظيفة أو المركز هو دليل إنتماء كنسي أو مقياس له؟ إنه لمغالطة كبرى.

2- وهل حقًا يجهل كاتب المشروع أن ما يمكن أن يجمع ظاهريًا بين كل هذه الشخصيات، إن قبلوا أن يجتمعوا، هو مصلحة الطائفة الأرثوذكسية. فهل يصمد هذا الحرص أمام تضارب الآراء وتنوع المواقف والخيارات السياسية والاتجاهات الفكرية والأهم تضارب المصالح الشخصية.

3-   هذا المشروع لا يجيب على الهمين الواردين في تبريره وهما الحرص على المصالح المهضومة لأفراد الطائفة والحضور الأرثوذكسي.

من هنا نجد من المناسب أن تدرس طرق أخرى لتفعيل الحضور الأرثوذكسي والدفاع عن حقوق الأرثوذكسيين وغيرهم بالشكل الذي يحفظ الشهادة المسيحية.

أمام هذا الطرح نرجو بإتضاع بنوي وتحسسًا بالهم الذي تعيشون بالنسبة إلى الكنيسة الأرثوذكسية في بطريركية أنطاكيا عمومًا، نرجو منكم عدم إقرار هذا المشروع خشية أن يستغل البعض هذا التجمع مطية لتنفيذ مآربهم الشخصية.

مكررين طلب البركة

الآباء: يوحنا بطش، يونان الصوري، جورج داود، غريغوريوس موسى، اغناطيوس اللقيس، إبراهيم سروج، الياس الناهوم، موسى شاطرية، بندلايمون صليبا، الياس طنوس، إيليا الجوخدار، حنا أزعور، سمعان حيدر، يوحنا عيسى، الياس الخليل، نقولا مالك، إبراهيم شاهين، جورج يوسف، توفيق فاضل، رومانوس الخولي، بولس عوض، جورج اسبر، مخائيل رزوق، اغابيوس نادروس، جورج مخول، باسيليوس الدبس، أثناسيوس بركات، ديمتريوس إسبر، أنطونيوس إسبر، انطونيوس ملكي، حنانيا القطريب، يوحنا ساعود، جورج الشاغوري، أميليانوس يوسف، جورج صليبا، جورج عطية، مخائيل فجلون، نقولا رملاوي، نقولا داود، عبدالله متى، مخائيل الأشقر، مخائيل الدبس وقسطنطين سعد.

الشماسان: إبراهيم دربلي وجورج يعقوب.

Leave a comment