نصائح إلى العلمانيين – الشيخ كلاوبا إيليا الروماني

نصائح إلى العلمانيين

الشيخ كلاوبا إيليا الروماني

 

النصائح التالية هي إجابات الشيخ كلاوبا على أسئلة طرحها عليه بعض المؤمنين وسجّلوا إجاباته وملاحظاته.

كيف ينبغي بالعلمانيين أن يقفوا في الكنيسة خلال الخدَم، كيف ينبغي بهم أن يصلّوا، وما هي واجباتهم عند ذهابهم إلى الكنيسة؟

ينبغي على المسيحيين أن يقفوا في الكنيسة بإيمان وخوف الله وانتباه. عليهم أن يرغموا أنفسهم بقدر الإمكان على الصلاة بدون تشتيت وبحسّ في القلب. أيضاً، على المسيحيين الواجبات التالية: أن يذهبوا بانتظام إلى الكنيسة، إذ إن مَن يتغيّب غالباً عن الخدَم، ما عدا المريض، يُمنَع من الأسرار الإلهية؛ أن يتصالحوا مع كل الناس ويطلبوا المغفرة من كل مَن جرحوه؛ أن يحفظوا طهارتهم على الأقل يومين قبل الذهاب إلى الكنيسة ويوماً من بعدها؛ أن يأتوا باكراً إلى الكنيسة ليكون عندهم متّسع من الوقت ليسجدوا بسلام ويسمعوا السحرية. على كل مسيحي أن يقدّم بعض الهدايا للرب بحسب مقدرته، حتى ولو كانت صغيرة، كتضحية من عمل يديه. عليهم أن يعطوا أسماء ليذكرها الكاهن ويقطع أجزاء من التقدمة لأعضاء عائلاتهم، من الأحياء والأموات. على المسيحيين أن يقفوا في الكنيسة باتّضاع وترتيب، الرجال عن اليمين والنساء عن اليسار. عليهم أن يلبسوا ثياباً نظيفة محتشمة، وعلى النساء أن يغطين رؤوسهن بمناديل. ممنوع الكلام خلال الخدَم إلى لحاجة عظيمة. بعد أن يبدأ القداس، على الجميع أن يبقوا كل في مكانه وألا يمشوا ليسجدوا للأيقونات. عليهم أن يتابعوا القداس بانتباه تقي، ويستمعوا إلى الصلوات والترتيل، وقراءة الرسالة والإنجيل والعظة. لا ينبغي بأي كان أن يترك الكنيسة قبل نهاية القداس إلا لحاجة قاهرة. على الذين اعترفوا واستعدوا للمناولة أن يقرؤوا الصلوات المناسبة قبل المناولة مسبقاً، وقبل اقترابهم من التقدمات الإلهية عليهم أن يطلبوا المغفرة من المؤمنين. على الذين تناولوا أن يقرؤوا صلوات الشكر بعد القداس ويقضوا ذلك اليوم في فرح روحي وحفظ للنفس من كل التجارب. على الأهل أن يجلبوا أبناءهم إلى الكنيسة بانتظام، مهتمين بأن يتناولوا جسد ودم المسيح. بعد نهاية الخدم المقدسة، على المسيحيين أن يرجعوا بوقار إلى بيوتهم قاضين نهارهم في التفكير بالأمور الإلهية، وقراءة الكتب الروحية وزيارة المرضى. كما أنهم مطالَبون بإخبار أهل البيت الذين لم يحضروا على الكنيسة بكل ما سمعوا وتعلموا في الكنيسة من الطروبريات والقراءات والعظة. هذه هي أهم واجبات المسيحيين عند ذهابهم إلى الكنيسة في الآحاد والأعياد.

كيف ينبغي بالشباب أن يحضّروا للزواج؟

أفضل تهيئة يمكن أن يقوم بها الشبان للحياة والزواج هي النمو في محبة السيد وتذكره، على ما يعلمنا الرسول بولس، إناء المسيح المختار وفمه. بدايةً، عليهم أن يعرفوا تعاليم الإيمان الأرثوذكسي. عليهم أن يحفظوا عن ظهر قلب دستور الإيمان، وغيره من الصلوات الضرورية. ينبغي أن يكون لهم آباء روحيون صالحون، أن يقرؤوا لكتاب المقدس، والتعليم الأرثوذكسي وغيره من الكتب النافعة للنفس. أيضاً هم مطالَبون أن يحفظوا العفة إلى الزواج في الكنيسة، وإلى ممارسة مختلف أشكال الأعمال الحسنة بحسب قدرتهم، خاصةً الصلاة والحضور بانتظام إلى الكنيسة والصوم والإحسان وطهارة السيرة والطاعة للوالدين والاعتراف، بخاصة في الأعياد الأربعة الكبرى.

هنا ترى كيف ينبغي بكل شاب أو شابة أن يهيء نفسه للسير حسناً في حياته وزواجه. علينا أن نتذكّر أن الزواج هو أقدم سر في الكنيسة، أسّسه الله في الفردوس كذلك. إنه أساس العائلة وكل المجتمع. على الشباب أن يبدؤوا بتهيئة أنفسهم للعائلة منذ طفولتهم. تقع المسؤولية الكبرى على كاهنهم وعرابّيهم وأهلهم.

ينبغي أن يوافق أهل الشابين على زواج ابنيهم، وإلا فلن يكون الزواج سعيداً. أيضاً، يفرض القديس باسيليوس الكبير نفس عقوبة الزنا على الأولاد الذين يتزوجون من دون إذن أهلهم، أي المنع عن المناولة لثلاث سنوات، أو إلى أن يتصالحوا مع الأهل. على الشاب والشابة  أن يحب أحدهما الآخر ويرغبا بالزواج، لأنهما إذا اجتمعا من دون إرادتهما، تحت الضغط من أهلهما أو لمكاسب مادية، لن يدون هذا الزواج.

الخطبة ينبغي أن يتممها كاهن. على الخطيبين أن يعيشا مع أهلهما وأن يحفظا العفة المقدسة إلى أن يتزوجا في الكنيسة. ينبغي أن يعترفا قبل أسبوع أو اثنين من الزواج عند أبيهما الروحي أو كاهن الرعية، مع صوم وصلاة، وأن يستعدا للمناولة المقدسة إذا أعطيا البركة. بحسب التقليد، ينبغي أن يتم الإكليل يوم الأحد صباحاً قبل القداس. ينبغي أن يكون الأشابين مسيحيين صالحين قادرين على التعليم وتوجيه أبنائهم الروحيين على الطريق الحسن. بعد إتمام السر، يقف الشابة والشابة متوجَين في وسط الكنيسة مُحاطَين بالمؤمنين إلى نهاية الخدمة، ويبدأ الكاهن بالقداس ويصلّي كل الحضور معاً من أجل المتزوجَين حديثاً. يقول الأخيران دستور الإيمان والصلاة الربية “أبانا..”. وعندما يعلن الكاهن “بخوف الله وإيمان ومحبة تقدّموا”، يتقدّم الزوجان إلى الكأس المقدسة ويتناولان جسد المسيح ودمه، ببركة أبيهما الروحي. بحسب التقليد الأرثوذكسي القديم، بعد نهاية القداس الإلهي، يذهب المتزوجان حديثاً إلى بيتهما ومعهما الكاهن والجوقة وكل الشعب. هناك يأكلون ويحتفلون برصانة ولياقة، لمجد الله، وكما يليق بالمسيحيين. إذا كان العروسان قد تناولا فيحفظان طهارتهما إلى مساء اليوم التالي، احتراماً للأسرار المقدسة.

هذا هو التصرف اللائق بالذين يتزوجون، بحسب الترتيب الذي وضعه آباء الكنيسة الأرثوذكسية القديسين. لكن واحسرتاه، ينتهك أغلب المسيحيين هذا الترتيب في أيامنا، بما يؤول إلى عقابهم بسبب خطاياهم. إن الذي يتممون قوانين الزواج المسيحية يكسبون بركة الله ويحيون حياة عائلية هادئة، متقدمين في كل شيء؛ فيما الذين يخالفون هذا الترتيب يمضون حياتهم في تجارب كثيرة. بحسب القانون الكنسي، لا يمكن إقامة الأكاليل في السبت مساءً. كثيرون يتزوجون من أجل الكسب، للحصول على هدايا وأموال كثيرة، محوّلين سر الزواج الذي رسمه الله في الفردوس، إلى مناسبة للزنا والخزي وخسران النفوس. يرتكب الشباب أيضاً خطيئة عظيمة عندما يتزوجون في الكنيسة فقط أمام أعين العالم وللتمتع الجسدي، وليس لإنجاب الأولاد، وعندما يتزوجون خلال الأصوام حين تكون الأكاليل ممنوعة.

أيستطيع مسيحي فاضل أن يخلّص عائلته بقداسة حياته؟

وكيف لا يستطيع؟ بقدر ما يزداد عدد المسيحيين الفاضلين في العالم، في بلد ما، في جماعة ما، تزداد مناعة هذا البلد أو الجماعة من الأخطار والحروب والاضطرابات والمجاعات ومختلف أنواع الشر. من جهة ثانية إذا قلّ الفاضلون تصير ضربة الله العقابية أكثر شدة. سأل أحدهم أحد القديسين: “أيستطيع رجل أن يخلّص مدينة؟ فأجاب القديس: “يستطيع، والنبي داود هو مثال. اسمع ما يقوله الله: من أجل داود عبدي، لن أتخلّى عن مدينة أورشليم”.

أيها الأب كلاوبا، لقد تشاجرت مع أحدهم ومن ثم طلبت منه المسامحة عدة مرات، لكنه يرفض أن يسامحني. ماذا أفعل لأتصالح معه؟

لا تَقُلْ له أي شيء إضافي، ولا تحكِ عنه بالسوء أمام الآخرين، بل صلِّ لله من أجله وسامحْه من قلبك. مع الوقت يخمد الغضب مثل النار التي تلتهم الأدغال.

ماذا تقول أيها الأب كلاوبا، هل التدخين خطيئة؟

لم أقرأ في الكتاب المقدّس “لا تدخّنْ” بل قرأت “لا تُدِنْ”. مع هذا، التدخين خطيئة.

بأي ناموس سوف تُدان شعوب الأرض؟

يقول القديس غريغوريوس أسقف نيسّا أن الناس سوف يُدانون بحسب أربع نواميس أمام كرسي المسيح: 1. الذين عاشوا منذ آدم إلى إعطاء الناموس على جبل سيناء، سوف يدينهم المسيح بحسب ناموس الضمير، الذي يُعطى للإنسان عند مولده وهو المعروف بناموس الأخلاق الطبيعي. من خلال الضمير الذي هو صوت الله في الإنسان، يعرف كل إنسان ما هو الجيد وما هو السيء. هذا هو القانون الذي به كان العالم محكوماً إلى زمان موسى. 2. الناموس الثاني الذي به سوف يُدان الذين عاشوا قبل المسيح وكل الذين لم يعرفوه هو ناموس الخليقة كلّها التي هي دائماً أمامنا وتخبرنا بأنها خُلقَت بشكل معجز من إله غير منظور هو الله. يقول القديس باسيليوس: “الخليقة المنظورة هي مدرسة كل النفوس العاقلة والكتاب غير المكتوب لكل الجنس البشري”. 3. الناموس الثالث، الذي به سوف يُدان اليهود وحدهم، هو ناموس موسى المكتوب الذي أُعطي له على جبل سيناء. 4. الناموس الرابع هو ناموس النعمة، أو الإنجيل، الذي أعطي لنا من المسيح، والذي به سوف يُدان كل المسيحيين. كلّ مَن ينكر معموديته يكون مرتدّاً، وفي يوم الدينونة الأخير سوف يكون عقابه أكثر قساوة من عقاب الوثني الذي لم يعرف المسيح.

Leave a comment