أسئلة للمنفعة الروحية

أسئلة للمنفعة الروحية

الشيخ أرسانيوس باباكيوس*

نقلها إلى العربية الأب انطوان ملكي

سؤال: أيها اﻷب أرسانيوس، كيف يمكننا التخلّص من همومنا الدنيوية الكثيرة، بحيث يكون لدينا المزيد من الوقت للصلاة؟

جواب: أيها اﻷب يوانيكيوس، الصلاة النقية من القلب والشفاه إلى الله هي عمل عظيم! الصلاة هي سهم حادّ وجّهه جميع القديسين إلى السماء لآلاف السنين، وليس هم وحسْب، بل وأيضاً أبسط المسيحيين. لقد اخترقت الصلاة قلب السماء، ولربما وصلت إلى مَن هم غير راضين عن سكان الأرض، فعادت الردود الخلاصية على نفس الطريق. هكذا حُفِظ الإيمان على الأرض من جيل إلى جيل.

أخي المسيحي، أنتَ أيضاً لديك تاريخك الخاص بك: لقد دخلت إلى الوحدة المسيحية العظيمة أي الكنيسة، وأنتَ مُفتدى إلى الأبد بتضحية المخلّص. وهذا يعني أنّ قيمتك كبيرة، وأنّ عليك مسؤولية عظيمة ونبيلة. أمِنَ الصعب جداً لكلّ واحدٍ منّا أن يسأل الله ببساطة ومباشرة لأن يوفقنا في مشاكلنا ومعاناتنا، وأن يشكره؟

أين هو الرجل الذي ليس لديه ما يطلبه من ربنا يسوع المسيح ومن والدة الإله؟ يقولون أنّ والدة الإله تشعر باﻹساءة من الذين لم يسألوها يوماً عن أي شيء! إنّها الشفيعة المصليّة للناس. وصلاتها على نفس اقتدار قوة الله. أَظهِر أنّك ابن والدة الله وأنّ في صدرك قلب طفل!

ونحن يمكن أن نتحرر من همومنا الأرضية فقط إذا كنا نريد ذلك، ففي النهاية خلاصنا يعتمد علينا. كوننا نفوس من الله، يجب علينا أن نظهر إرادة أكبر لكي لا نزجّ أنفسنا في هذه الهموم الدنيوية ونتّخذها عبئاً على أنفسنا إلى هذا الحد الكبير. يجب أن نتدبّر حياتنا كأناس ذوي فكر عالٍ، وكبشرٍ مسؤولين. إذا كان لنا أن نسأل المخلَّصين الذين يعيشون في السماء، ماذا تكلّفت لبلوغ هذا النعيم؟فأنهم سيردّون الوقت! قليل من الوقت الذي أُنفِقَ بشكل جيد على الأرض!” هذا يعني أنّه ليس لدينا على الإطلاق وقت آخر لتكميل نفوسناوهي النفوس المدعوّة، الموهوبة، والكاملة لهذه العزيمة.

يجب علينا أن نتأمّل في حقيقة أننا مدعون إلى المصاف الملائكيةحيث الملائكة تصلي دون انقطاع طوال الوقت حتّى الأبدية.

ﻻ تخافوا بل خذوا قوة من اسم يسوع

القديس لوقا (الطبيب) رئيس أساقفة القرم

تذكّرْ، تذكّرْ با ابني الحبيب، أن جميع مجريات حياتنا هي جزء من تدبير الله غير المعروف.

هناك أحد آخر أيها اﻷخ يحكم كلّ شيء وليس فقط عظائم هذا العالم. فليكن يسوع اﻷكثر عذوبة في في أفكارك دائماً، فيصير الميناء الذي تعود إليه مرّة بعد مرّةوعلاوة على ذلك، لا تتوقف عن استدعاء السيّدة والدة اﻹله للمساعدة عند كلّ حاجة، لا بلّ وأكثر من ذلك. فلنحافظ على إيماننا الذي هو حقيقة أزلية محددة.

من الكلمات اﻷخيرة للقديس

أيها اﻷبناء، أتوسل إليكم كثيراً، تسلّحوا بالدرع الذي يعطيه الله حتى تتحمّلوا حيَل الشيطان. أنتم ﻻ تستطيعون أن تتخيّلوا مدى شرّه. لا ينبغي بنا أن نقاتل الناس بل الرؤساء والقوّات، أي بالحقيقة اﻷرواح الشريرة. احذروا. ليس من مصلحة الشيطان أن يفتكر أي ما أنه قريب منه. إن عدواً مجهولاً ومخباً أكثر خطراً من العدو المنظور… لكن لا تخافوا بل خذوا قوة من اسم يسوع.

* شيخ روماني رقد بالرب في 19 تموز 2011