الصليب

الصليب

القديس أثناسيوس الكبير

حول حمل الصليب

كثيرون يظنون أن الصلب مع المسيح أو إماتة الذات تعني مجرد الامتناع عن الشر وبتر الشهوات من القلب. هذا هو الجانب السلبي الذي يعرفه الكثيرون ويظنون للأسف أن هذا هو كل الإيمان مما يدفع بهم إلي السقوط في اليأس والقنوط والشعور بالكبت والحرمان وتحطيم قواهم، وفي النهاية كثيرًا ما يرددون علانية أو خفية أنهم يتمنون لو أمكنهم أن يتخلصوا من هذا التدين ويتحرروا من العبادة. هذا طبيعي ﻷنهم لم يتعرّفوا على الجانب الإيجابي المفرح بل اكتفوا بالسلبيات..

أمّا الوجه الإيجابي فهو توجيه إمكانيات اﻹنسان واشتياقه ورغباته لتعمل حسب الروح، بذهن مستنير بمعرفة الله المحب، أو هو انطلاقة قوى الإنسان لتحيا في السماويات وهو بعد على الأرض. إنه عشق الرب المصلوب والخضوع له بعمل نعمته لنحيا به متقدمين من مجد إلى مجد، سالكين حسب الإنسان الجديد المعطى لنا في المعمودية بكوننا خلقه جديدة في المسيح يسوع.

فالصلب مع يسوع ليس تحطيمًا للقوى بل انبعاثًا لها في شهوة الحياة مع الرب والتمتع بالأبدية، وبالتالي تكون لنا أفكار جديدة ونظرات جديدة.

حول قوة رسم علامة الصليب

أعطانا السيد المسيح الصليب سلاحًا نافذًا ينقذ في النار والهواء والماء والأرض ولا يحجبه شيء.. قوته لا تقاوَم، تهرب الشياطين من صورته متى رسم به عليها! والصليب لواء المسيح والملائكة يحبون لواء ملكهم ويجرون إلى حيث يرون رسمه ليعينوا من يرسمه..

علامة الصليب تبطل السحر وتفسد كل عرافة وتضبط كل لذة فاسدة.. وبه ترتفع أنظار الإنسان من الأرض إلى السماء!

يبطل خداع الشياطين بافتقاد نعمة الكلمة الإلهية إذ عندما يستخدم الإنسان علامة الصليب يفسد أضاليلهم.