يا بنيّ حذارِ الأحلام

يا بنيّ حذارِ الأحلام

الشيخ أفرام (موراييتيس)

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

تجنّبْ الأفكار الخاطئة، واقطع أحلامك وكل صورة قد تكون محرِجة، لأن الشيطان الكلي العلميحاول أن يأخذك بعيدًا عن إلهك وخالقك. وعندما يلقي باللائمة على شخص ما، من خلال بعض الأفكار، فإن نعمة الروح القدس تبتعد مثل نحلة تطير بعيداً عن الدخان السام، وتبقى النفس من دون نعمة ومن دون فرح ملأى بالاكتئاب والحزن. لكن عندما نعارض هذا النوع من الحلم الشرير، عندما نتخلّص منه ونبعده فوراً، عن طريق امتشاق سيفنا الروحي على الفور بغيرة وإيمان حقيقي، أي صلاة يسوع المقدسة، فإننا نرى على الفور كيف أن اللص (الأفكار الشريرة) يهرب، مقدّماً النصر للعقل الذي يتعزز بنعمة الله ورحمته.

العدو الماكر لا يحتمل مشهد الملاك المقدس، حارس نفسنا، الذي هو دائماً بجانبنا. فيحاول إبعاده حتى نبقى دون حارس شخصيفيغرِقنا مثل عاصفة رهيبة لكي يتسنى لأفعى أعماق الجحيم أن تلتهمنا. إنه يعرف أن الملاك يطرد الأفكار الفاسقة فقط، فيثير سحابة من الأفكار والأحلام المشينة، لكي ينجّس العقل والقلب والجسد. ولكن عندما يعرف المجاهد عن غضبه فإنه يستلّ على الفور السلاح الروحي في المسيح ويدمّر مخططاته الشريرة.

يا بنيّ، كن حذراً من الحلم. يمكن لكل الخطايا أن تنشأ من الحلم. لذلك، كن حذراً وبمجرد أن يتشكلّ حلمٌ ما أو تبدأ في التفكّر بأفعال معينة، بغضّ النظر عما هي عليه، قمْ بطرد ما فكرت به أو سمعته أو شاهدته، غاضباً على الخطيّة مصلياً في فكرك. صلِّ صلاة قصيرة لكن قوية. صلِّ إلى والدة الله في ذهنِك لتساعدَك. ثقْ بالله وستُكافأ بالنصر.

كنتَ ممتلأً بالعُجب، فراح الشيطان يشنّ حرباً ضدك. الآن واضعْ نفسَك، ووبّخ نفسك، والله يساعدك إذ يرى تواضعك.

بنفس الطريقة التي تهرب بها من ثعبان على وشك أن يلدغك، أو من نار مشتعلة، ومما هو أكثر سوءاً من ذلك، كذلك اهربْ من الأحلام الشريرة التي تأتي من الشيطان.

أقول كنْ حذراً، من الحلم المخزي. فإن رجالاً روحيين عظاماً قد سقطوا وهلكوا بسبب الأحلام.