تعليق حول بعض الرموز الفصحية

تعليق حول بعض الرموز الفصحية

الشمّاس إلياس بركات

 

في سفر اللاويين الإصحاح 23 نقرأ عن فرائض مواسم الإحتفالات السنوية السبعة عند العبرانيين كما أوصى الربُّ موسى وقد فَرَضَ أن تتوقف جميع الأعمال في تلك الأيام العشرين.
1 – عيد الفصح: يومٌ واحد في الرابع عشر من نيسان ــ الشهر الأول [قالَ الرّبُّ لموسى وهرونَ في أرضِ مِصْرَ. هذا الشَّهرُ‌ يكونُ لكُم رأسَ الشُّهورِ وأوَّلَ شُهورِ السَّنَةِ. أخبِرْ جميعَ بَني إِسرائيلَ أنْ يأخُذَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم في العاشرِ مِنْ هذا الشَّهرِ خروفاً واحداً عن أهلِ بَيتِهِ. (خر 12: 1 ـ 3) و.. إحفَظوا شهرَ أبـيبَ‌ وا‏صنَعوا فيهِ فِصْحاً‌ للرّبِّ إلهِكُم لأنَّهُ في شهرِ أبـيبَ أخرَجَكُم مِنْ مِصْرَ ليلاً. وا‏ذبَحوا الفِصْحَ للرّبِّ إلهِكُم مِنَ الغنَمِ والبقَرِ، في الموضِعِ الّذي يختارُهُ الرّبُّ ليُحِلَّ فيهِ ا‏سمَهُ.(تث 16: 1 ـ 2 و.. لا يَحِلُّ لكُم أنْ تذبَحوا الفِصْحَ في إحدى مُدُنِكُمُ الّتي يُعطيكُم الرّبُّ إلهُكُم. بل في الموضِعِ الّذي يختارُهُ لِـيُحِلَّ فيهِ ا‏سمَهُ. هُناكَ تذبَحونَ الفِصْحَ في المساءِ نَحوَ مَغيـبِ الشَّمسِ، في مِثلِ الوقتِ الّذي خرَجتُم فيهِ مِنْ مِصْرَ (تث 16: 5 ـ6). العاشِر من الشهر هو يوم دخلَ الربُّ إلى الهيكلِ وطَرَدَ الباعة، فلم يَعُد من لزومٍ لبيعِ وشِراء حيواناتِ الذبيحة، فَسَيُبطِلُها بعد عدِّةِ أيامٍ، وما زالَت مُبطَلَة حتى اليوم. في أورشَليم فقط يُذبَحُ الفِصحُ ـ وهناك تَمَّت ذبيحةُ الصليب.]
2 – عيد الفطير: سبعة أيامٍ تلي عيد الفصح
3 – عيد البواكير(الباكورات): يومٌ واحد، تقديم باكورات موسم حصاد الشعير
4 – عيد الخمسين: يومٌ واحِد بعد خمسين يوماً من الباكورات
5 – عيد الأبواق: يومٌ واحدٌ، بداية الشهر السابع (أيلول)
6 – عيد الكفّارَة: يومٌ واحد، العاشر من الشهر السابع (أيلول)، لتكفير الشعب عن خطاياه
7 – عيد المِظالّ (المِظلاّت): سبعة أيامٍ تبدأ في اليوم 15 من أيلول ويومٌ ثامِنٌ لاحتفالٍ مقدَّس.
* جاء عن عيد البواكير (لا 23: 10 – 14): “متى حَصَدتُم غلاتِها، تُحضِرون أوّل حُزمةٍ من حصادِكُم للكاهِن. فيرَجِّح الكاهن الحُزمَة (يهزُّها صعوداً ونزولاً) في اليوم التالي ليومِ السبتِ أمام الربِ فيرضى عنكم…. لا تأكلوا من الغلّة الجديدة … إلى اليومِ الذي فيه تُحضِرون فيه قُربانَ إلهكم….”
ذُبِحَ الرب يسوع يوم ذَبحُ خروف الفصح. فهو حَمَلُ الله المذبوح عنّا وهو باكورة الناهضين من بين الأموات.
مُعطي الشريعة لم يأتِ لينقضها، فهي كلامُه، وحرفٌ منها لا يزول. والربُ القائم من بين الأموات ــ باكورة الناهضين ــ كباكورةٍ سيكمِّل الناموس وسيصعد إلى هيكل أبيه ليقدِّم نفسه للآب ــ ذبيحة طاعةٍ ــ والمجدلية أرادتِ الأكل من “هذا الباكورة” قبل تقديمه للكاهن في الهيكل وهذا لم يكن مقبولاً ناموسياً “لا تلمسيني لأني لم أصعد إلى أبي بعد”. صعود المسيح إلى السماء يشبه ترديد الكاهن لحزمة الباكورة.
* تعشّى المسيح مع تلاميذِه في العلّيَّة (قبل الفصح) قبل القبضِ عليه ولم يأكُلْ فطيراً ــ إذ لم يكُن موعد أكلِه بعد ــ ولذلك فالكنيسة الأرثوذكسية لا تستعمل الفطير في التقدمة.
* خمسون يوماً بعد القيامة أرسلَ الله الروح القدس
* سبعة أيام عيد المِظال ترمز إلى الزمن الحاضِر وإلى حياتنا في هذا العالم وبأننا نُزِلاء عابرون فيه. أما اليوم الثامن فليس من هذا الزمان وفيه نعبر إلى الأبدية ــ القداس الإلهي ــ لنشترك مع المسيح وكنيسته الظافرة بما يتجاوز الزمان.

Leave a comment