شجب المسكونية واجتماع كريت

الشيخ جبرائيل الأثوسي

نقلها إلى الأب أنطوان ملكي

الشيخ جبرائيل هو أحد تلاميذ القديس باييسيوس الأثوسي ويقيم في قلاية القديس خريستوذولوس في جبل أثوس. النص التالي هو مقتطفات من رسالة له بتاريخ الأول من تشرين الأول 2018.

… أصلي أن يخيّم السلام على عائلاتكم. أصلي أيضاً أن يسكب الروح القدس عليكم كل مواهبه الإلهية: المَحَبَّةُ والفَرَحُ والسَلاَمُ وطُولُ الأَنَاةٍ واللُطْفُ والصَلاَحُ والإِيمَانُ والوَدَاعَةُ والتَعَفُّفُ (غلاطية 22:5-23). أيضاً أصلّي أن يكتب الله أسماءكم في كتاب الحياة الخالد. وفوق هذا أصلّي أن يعرّفكم الله على الشخصية الأكثر بهاء والأكثر أخلاقاً التي تحدّث عنها في عظته على الجبل: طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لِلْحَزَانَى، … طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ… طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ… طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ… طُوبَى لِأنقيَاءِ الْقَلْبِ… طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ (متى 3:5-9). وأصلّي لكيما في مجيئه الثاني يجعلكم جميعاً عن يمينه ويسمع كلٌّ منكم صوتَه الحلو الحنون: “تعالَ أيها العبد الصالح، ادخلْ إلى فرح ربك” (متى 21:25).

وبالأكثر من هذا أصلّي إلى الرب، الواحد والوحيد، الذي لا شبيه له، العظيم والأكثر سمواً، مصدر السلام وصانع السلام ومعطي السلام، أن يمنح السلام والاتفاق لكل البشرية. أن يحفظ الأرثوذكسية ويكسَب الهراطقة بأن ينيرهم ليتوبوا ويعودوا إلى الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية، الكنيسة الحقيقية، التي هي الكنيسة الشرقية. أخيراً، أصلّي حتى أن كل الشعوب الأحياء على الأرض، والجنس المتعدد اللغات من البشر، يؤمنون بالإله الحقيقي الواحد والوحيد، أي الآب والابن والروح القدس. أيها الإخوة من الروم والمسيحيين، لكي نخلص وننجو من نهايات الموت الروحية والمادية علينا أن نتوب. التوبة تنقذ كل البشرية. محبة الله وعطفه على الإنسان هما محيط… لكن من دون توبة نقود ذواتنا إلى الهلاك. الرب سوف ينسانا كشعب وسوف يبددنا في زوايا الأرض الأربعة. ذكرنا سوف يُمحى ونهلك كشعب ولا نبقى إلا في التاريخ.

الرب قلق علينا جداً، نحن الروم، خاصةً لأسباب ثلاثة: أولاً، لصداقتنا مع الهراطقة وتحديداً البابا؛ ثانياً بسبب الإجهاضات، وثالثاً بسبب الخطايا الجسدية. البابا والهراطقة المختلفون هم أعداء الله ووالدة الإله. هناك أعجوبة معروفة جداً حيث ظهرت والدة الإله لراهب أثوسي كان يسكن قرب دير زوغرافو وقالت له “أعدائي قادمون وأعداء ابني”. هنا أشارت إلى اللاتين (الذين كان يفاوضهم الإمبراطور على حساب الكنيسة للدفاع عنه ضد الأتراك، وقد خذلوه: المترجم)… كل مَن يصادق الهراطقة والبابا يصير عدواً لله ولوالدة الإله، ولن يخلص… البابا قائد كل الهرطقات ورأس معلمي الهرطقة، وبحسب آباء كنيستنا، إنه سابقُ ضد المسيح. إنه رأس الهرطقة الأعظم والأعلى (arch-heresiarch) ورأس الهرطقة الشاملة في كل الأجيال والأزمنة. إنه الأكثر مهارة بين خالقي الهرطقات الخاطئة ومؤلّفي إفساد الحقيقة والأكثر قدرة بينهم، إنه هاتِك العقيدة الصحيحة غير المسبوق، وممزِّق التعليم الصافي… وبالنسبة للبعض منّا نحن الأرثوذكس، أي المسكونيين الذين يحاولون الاتحاد مع الباباوين ويؤمنون بأن البابوية كنيسة وفي أسرارها نعمة، فإننا نعادي الله ووالدة الإله ولن نخلُص.

أريد أن أستشهد ببعض الآباء القديسين الذين يكشفون لنا أن إن خنّا إيماننا لن نخلص حتّى ولو اقتنينا أعظم التقوى:

– مَن سقط من الإيمان الحقيقي لا يمكن تسميته مسيحياً (القديس أثناسيوس الكبير).

– الهراطقة يطيعون الشياطين؛ إنهم يكرّمون الباطل وفي كل لحظة يثيرون غضب الله (القديس سمعان التسالونيكي).

– الروح القدس غير موجود في أي مكان بينهم لأن أسرارهم بلا نعمة (دوسيثاوس أورشليم)

– الادعاء بأن القوانين الكنسية غير ملائمة هو من صفات الهراطقة (الأب نيوفيطوس الكافسوكاليفي)

– إلى الذين يمقتون قوانين الآباء المقدسة، التي تدعم الكنيسة وتزيّن الجماعة المسيحية وتقود إلى التقوى الإلهية، فليكونوا أناثيما من المجامع المسكونية… إن الذين يقيمون علاقات التبعية مع الهراطقة يضيعون (القديس أثناسيوس الكبير – ضد الأريوسيين)

– كيف يمكن ألا يُحكَم بالجحيم على مَن يتصرّف وكأنه لا يرى أو يبقى صامتاً عندما تُزدرى القوانين والشرائع الإلهية… إن أعداء الله ليسوا الهراطقة فقط بل كلّ من يشترك معهم أيضاً (القديس يوحنا الذهبي الفم).

* إن الرب سحب بركته عنّا بسبب الإجهاض… خمس مائة مليون عملية إجهاض في العالم. الأطفال المقتولون بالإجهاض… لا يذهبون إلى الجحيم لأنهم بلا خطيئة. تستعمل النساء خلاياهم للتزيين ولاستعمالات أخرى… سكان سدوم وعمورة أكثر قبولاً عند الله منا…

* إن مجمع كوليمباري (كريت) هرطوقي. إنه مجمع زائف ومميت قد نهب التعليم الأرثوذكسي وعاكسه. إنه عدو لله ومتعهد دفن الأرثوذكسية ودافنها، ومرافق للشيطان.

إن حنانيا وقيافا المرثي لهما هما صاحبا أسوأ سمعة بين رؤساء الكهنة في تاريخ المسيحية وقبلها لأنهما قاتِلا المسيح وقاتِلا الله.

إن الذين يجهدون لتوحيد الأرثوذكسية أي الكنيسة الأرثوذكسية مع البابا، سواء كانوا من البطاركة أو رؤساء الأساقفة أو الأساقفة، يشبهون بدقّة كاملة حنانيا وقيافا، وهم مُكتَفون بذواتهم معاندون، موجّهون بذواتهم مستأثِرون… وهم سوف يغطّون الأجزاء الأكثر رعباً ومركزية في الجحيم

+جبرائيل، راهب أثوسي