كلمة للعدد الأول من السنة السادسة عشرة

بنعمة الرب وصلنا إلى العدد المائة والثماني والخمسين مكللين الجهد الذي بدأناه منذ خمسة عشر سنة وقد تخطى اليوم الألف وسبعمائة مقال. هذا نضعه بين يدي المؤمن الأرثوذكسي الناطق بالعربية، راجين الرب أن نكون قد حفظنا الأمانة بالرغم من كل ضعفاتنا. أكثر من مرة تباحثنا في إيقاف هذ المشروع الذي أسميناه التراث الأرثوذكسي، لكننا كنا نجدد الالتزام ونعود. العديدون رافقونا وغيرهم تركونا، أما نحن فخيارنا في الاستمرار هو أن نكون رفاق الكلمة المحيية لا نتركها.

هذا العدد الأول من السنة السادسة عشرة، أردناه هادئاً هدوئياً، مع أن هناك الكثير مما يستدعي التوقف عنده والكلام عنه بصوت عالٍ في الكنيسة الأنطاكية كما في الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة. لكن كون استراتيجيتنا هي العمل على البنية التحتية للمؤمنين، أي السعي إلى تثبيت وعي التقليد وفكر الآباء، فقد ارتأينا أن نتلافى كلام “السياسة” الكنسية، كما اللاهوت الصرف، والتركيزَ على اللاهوت الاختباري المعاش. فجاء هذا العدد حاملاً سيَر القديسين، الأثوسيين منهم بشكل خاص.

إلى هذا، فقد اعتمدنا سياسة النشر “بالتقسيط” حيث أننا نشارك بعض المقالات، من العدد قبل نزوله، على صفحتنا على فايسبوك، والبعض الآخر يلحقه بعد نشر العدد. هدفنا أن تكون مجلة التراث الأرثوذكسي مرافِقة للمؤمن طوال الشهر من خلال مقالات قصيرة تسهل قراءتها على الشاشة مهما صغرَت.

نحن نعرف أن هناك الكثير من التقصير، سواء لجهة أن موعد النشر ليس ثابتاً، أو لجهة الشكل والإخراج والفهرسة والتبويب. كل هذا نحن نرجو إصلاحه وعلى الرب الاتكال.

إذ نطلب شفاعة كل المذكورين في هذا العدد للمؤمنين الذين يقرؤنا طالبين لهم البركة ولنا في عملنا هذا، نتمنى على الجميع إرسال اقتراحاتهم أو ملاحظاتهم، ونحن نكون من الشاكرين بفرح.

عن أسرة التراث الأرثوذكسي

الأب أنطوان ملكي