الشيخ أفرام الفيلوثايوي

إعداد أسرة التراث الأرثوذكسي

من رسائل الشيخ أفرام الفيلوثايوي

<أتوسّل إليكم يا ابنائي، بمحبة الله، ألاّ تنقطعوا عن صلاة مسيحنا، ولا للحظة. يجب أن تتمتم شفاهكم اسم يسوع بشكل مستمر، وهو الاسم الذي يدمّر الشيطان وكل ألاعيبه. نادوا المسيح بلا انقطاع وه سوف يهبّ بإخلاص إلى مساعدتنا. كما أنه يستحيل أن نمسك بمكواة أو حتى الاقتراب منها وهي حمراء حامية، الأمر نفسه يحدث مع نفْس مَن يقول صلاة يسوع بحرارة. الشياطين لا تقترب منه، وكيف لها أن تجروء؟ لأنهم إن اقتربوا منها، سوف يحترقون بالنار الإلهية التي في الإسم الإلهي. كلّ مَن يصلي يستنير وكلّ مَن لا يصلّي يظلِم. الصلاة هي مزوّد النور الإلهي. لهذا كل مَن يصلّي حسناً يصير مُشِعاً، وروح الله يسكن فيه.

إذا اقترب منا القنوط أو اللامبالاة أو الفتور وما شابه.، فلنصلِّ بخوف وألم ويقظة نوسية عظيمة وسوف نختبر مباشرة معجزة التعزية والفرح بنعمة الله. لا يستطيع المرء الذي يصلّي أن يحمل أي ضغينة نحو أي كان او أن يرفض الغفران له عن أي خطأ كان. الكل سوف يصير رماداً عند اقترابه من نار صلاة يسوع. إذاً يا أولادي، جاهدوا في صلاة مسيحنا الخلاصية والفدائية حتى تتألّقوا وتتقدسوا؟. أيضاً صلوا من أجلي أنا الخاطئ البطال حتى يكون الرب رحوماً على فيض خطاياي، كما على هفواتي التي لا تُحصى؟>

مَن هو الشيخ

وُلِد في فولوس من أعمال اليونان سنة 1927 باسم يوحنا موراييتيس. وصل إلى جبل أثوس في 1947 حيث التقى الشيخ أرسانيوس الذي أعلن أن السابق المجيد قد ظهر للشيخ يوسف (القديس يوسف الهدوئي) في الليلة السابقة وقال له “أنا أجلب إليك حَمَلاً. ضمّه إلى حظيرتك”.

بقي في طاعة الشيخ يوسف الهدوئي إلى حين رقاده سنة 1959 ومنه تعلّم فنّ الخلاص. من ثم صار الشيخ أفرام متقدماً على مجموعة من ثمانية رهبان نَمَت حتى صاروا أربعين في أقل من عقد من الزمن. في 1973، طلب من مجلس الجبل أن ينتقل مع أخويته إلى دير فيلوثايو لتعود الحياة إلى الجماعة المجاهدة هناك. من ثمّ كرر الأمر لملء أديار كسيروبوتامو وكونستامونيتو وكاراكاللو. كما طُلب منه ملء اللافرا الكبير لكنه اعتذر، وبقي الأب الروحي للأديار الأربعة. استعفى من رئاسة دير الفيلوثايو في 1990 وانتقل إلى أميركا حيث أسس بسرعة كبيرة شبكة من الأديار استجابة لطلب المؤمنين ودعوات الرؤساء المحليين. بلغ عدد الأديار التي أسسها في الولايات المتحدة وكندا 17.

عُرف الشيخ أفرام في كل العالم كحامل للتقليد الآبائي الهدوئي وناقل له. النكهة الأثوسية الصارمة التي زرعتها أدياره في أميركا أثارت الكثير من الجدل. يفهم المتابع لوقائع هذا الجدل، أن سببه لم يكن صرامة المثال الأثوسي بل دهرية المجتمع الأميركي، وعلى رأس محاربيه بعض الإكليروس والجمعيات المعادين للرهبنة (وهم موجودون في كل الكنائس وفي كل الأزمنة). بلغ الأمر أن سمّي أبناؤه الروحيين بالأفراميين، واتّهم بمعاداة السامية، وبأنه ضد الزواج ومعادٍ للرعايا ووصفه البعض بأنه غورو. أما محاربوه من اللاهوتيين فاستندوا إلى أنه يعلّم عن المحطات الجمركية ليعتبروه رواقياً. كل هذا قابله الشيخ افرام بالصمت ما ضاعف أعداد أبنائه الروحيين وأعداد المؤمنين الذين يقصدون أدياره للاسترشاد، وبخاصة دير القديس أنطونيوس في أريزونا حيث كان يعيش هو، وحيث رقد بالرب في الثامن من كانون الأول 2019.

ترك الشيخ أفرام أثراً كبيراً في كل الكنيسة في العالم. في جبل أثوس هو أحيا أربعة أديار أي خمس أديار الجبل. في أميركا، كثيرون من كل الكنائس والجنسيات يطلبون الاسترشاد والاعتراف في الأديار التي أسسها والتي تذكر اسمه في كل يوم. له كتابات وتسجيلات كثيرة ومنها ما نُقل إلى العربية. فليكن ذكره مؤبداً وليشفع فينا.