انتبه لنفسك!

الأرشمندريت نيكن كوتسيذيس

نقلتها إلى العربية اسرة التراث الأرثوذكسي

إن وحدة النفس والفكر هي ما يجعل وجودنا البشري خاصاً. لم يكن هناك يوماً أي إنسان مثلك تماماً، ولن يكون هناك أبداً. كل واحد منا فريد وغير قابل للتقليد عبر تاريخ الجنس البشري بأكمله.ـ

طبعاً هناك مَن يثير فكرة أن أحداً ليس قابلاً للاستبدال، وهذا خطأ. إذا كنا نقصد العمل فلا نحكي عن استبدال بل عن تعاقب. في العمل، يمكن استبدال الناس، أما في وجودنا الخاص فهناك لا يمكن استبدالنا.ـ

لهذا السبب بالذات يحكي المسيح في الإنجيل عن قيمة نفسنا: “لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” (متى 26:16).ـ

كتذكير يُعيننا في وضع نفسنا في المكان المناسب بحسب مشيئة الله، لننظر ماذا يقول القديس باسيليوس الكبير في تفسيره لقول العهد القديم: “احْتَرِزْ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَعَ قَلْبِكَ كَلاَمٌ لَئِيمٌ” (تثنية 9:15): انتبه لنفسك لا لأشيائك ولا لما هو حولك. نحن نفس وفكر. جسدنا وأحاسيسه ملك لنا. ما حولنا هو المال، الفنون، وكل ما تبقى من مكوّنات الحياة. لذا انتبه على أن يبقى كل تلوّث الخطيئة بعيداً عن نفسك وبالمقابل زيّنها بكل فضيلة.ـ

انتبه لنفسك حتى تستطيع أن تميّز صحة نفسك من مرضها بسبب الخطيئة. هل الخطيئة عظيمة وثقيلة؟ أنت تحتاج إلى الاعتراف والصوم والتوبة. إذا كانت المخالفة صغيرة فيجب أن تكون التوبة على نفس القياس.ـ

انتبه لنفسك عندما يكون كل شيء في حياتك يسير على ما يرام وجميلاً، لأن في هذا خطر أن تتكبّر وتزهو. ردد دائماً ما قاله العشار: “يا رب ارحمني أنا الخاطئ”. انتبه لنفسك عندما لا تسير الحياة حسناً معك، إذ عندها تكون في خطر اليأس والقنوط الروحي. تذكّر أنت مخلوق على صورة الله فلديك قدرة روحية لا كالآخرين. لذا قل “ربي أعنّي”.ـ

لننتبه لنفوسنا حتى نمتلئ من فرح ربنا يسوع المسيح وسلامه.ـ