مقاومة الجائحة

أناستاسيوس رئيس أساقفة ألبانيا

نقلها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

إننا جميعاً مذهولون، وكأنه تمّ إعلان حرب عالمية جديدة من عدو غير مرئي، فيروس كورونا. ها نحن نقف جميعًا بشكل مضطرب أمام التغييرات غير المتوقعة، التي أحدثها تفشي هذا الوباء غير المسبوق، في حياة الأغنياء والفقراء، المتعلمين والبسطاء، في الصحة، والاقتصاد، والنقل، ومختلف أشكال الراحة، وفي الاحتفالات.ـ

يتوجب علينا تجنب الذعر والاكتئاب واليأس. مطلوب منا الرصانة والحنكة والاهتمام الدقيق والانضباط تجاه تعليمات الحكومات المسؤولة وتوجيهاتها الصحية. وبالمثل، نحن مدينون بالشكر الجزيل لأولئك المكلفين الحفاظ على النظافة العامة والنظام والمعلومات، وخاصة المتخصصين في الرعاية الصحية الذين هم في طليعة معركة الاهتمام بالمصابين.ـ

لنبقَ داخل منازلنا، ولا نسمح للغضب والصراعات أن تتفاقم، بل لنزرع الإبداع والتصرف السلمي واللطف والتفاهم والمودة والمحبة. كل المؤمنين مدعوون لأن نكثّف صلاتنا حتى لا تطول فترة هذه التجربة، ولشفاء المعذبين بشدة والحد من انتشار الوباء. وأكثر من ذلك، لنصلِّ أن ينير الله الباحثين ليحددوا بسرعة العمليات الوقائية والعلاجية المناسبة.ـ

في المقام الأول، من الضروري تعزيز ثقتنا بالله. الإيمان والمحبة هما أقوى الأسلحة الدفاعية ضد هجوم هذا الفيروس غير المرئي الذي يهدد البشرية. سيخرج شيء جيد في نهاية المطاف من هذه الأزمة ونأمل أن تعيد المجتمعات البشرية دراسة قيمها وأولوياتها.ـ

لذلك يا إخوتي وأخواتي: لا قلق ولا اضطراب! فلنقتنِ شجاعة أكبر وموقفاً متناغماً وطاعة للتعليمات، وقبل كل شيء تضامناً صادقاً. سلام الله ورجاؤه فليقويا صبرنا ومقاومتنا ويجعلاهما يرشداننا لاتخاذ الخيارات والتغييرات المطلوبة في حياتنا بعد هذه الأزمة الخطيرة.ـ

+أناستاسيوس، رئيس أساقفة ألبانياـ