معجزة جديدة في تخطي العقم للقديس سابا الجديد

معجزة جديدة في تخطي العقم للقديس سابا الجديد

إعداد بول ملكي

روى نيكوس ممكاس قصة معجزة رائعة قام بها القديس سابا الجديد الذي في كاليمنوس. نيكوس هو منتج الراديو للإذاعة الكنسية “اليثيا ف.م. كاليمنوس”، وقد روى هذه القصة في برنامج على راديو كنيسة بيريه (بيراييكي إكليسيا) مع ليكورغس مركوديس صباح الأحد (أحد مريم المصرية) في عيد القديس سابا الجديد كاليمنوس.ـ

يعمل نيكوس في متجر الكتب الكنسية في كاليمنوس كل يوم جمعة. قبل ثلاث سنوات، دخل زوجان سائحان عجوزان المتجر وعند شرائهما لبعض الأشياء، اعطاهما أيقونة صغيرة للقديس سابا الجديد كَبَرَكة.ـ

فسألاه: “من هذا؟” أجاب: “هذا شفيع جزيرتنا، القديس سابا”، ثم سألاه: “لماذا هو قديس؟ ماذا فعل؟”، فأجابهما: “إنه قديس لأنه أحبّ الله كثيراً، وكان ناسكاً عَمِل ولا يزال يعمل المعجزات فيشفي من السرطان، ويساعد الأزواج الذين يعانون من العقم على الإنجاب.” عندما سمعا هذا، خرجا وطلبا من ابنتهما وزوجها اللذين كانا ينتظران في الخارج بأن يدخلا. ثم طلبا من السيد نيكوس بأن يكرر ما قاله قبلاً. فكرر: “القديس سابا يساعد الأزواج الذين يعانون من العقم على إنجاب الأولاد”. فطلبوا منه أن يأخذهم إلى دير القديس سابا، فقبل طبعاً وذهبوا معاً إلى الدير.ـ

المرأة، أي الابنة، لم تكُن أرثوذكسية لكنها كانت تملك الكثير من الاحترام والوقار، وسألت إن كان مسموحاً لها الدخول إلى الكنيسة مع كونها غير أرثوذكسية. فأجيبت بأنه يمكنها الدخول بالطبع. ثم سألت رئيسة الدير إن كان يمكنها أن تصلي أمام النعش الذي يُحفظ فيه جسد القديس سابا غير المنحل، فأجابتها رئيسة الدير بأنه طبعاً يمكنها ذلك.ـ

سجدت أمام القديس وصلَّت بدموع لحوالي عشر دقائق، قائلةً: “أيها القديس سابا، أنا لست أرثوذكسية، ولا أعلم الكثير عن يسوع المسيح، لكني أؤمن بالله، وأؤمن أنه بإمكانك مساعدتنا”. ثم وقفت وأعطتها رئيسة الدير زيتاً من قنديل القديس لترسم إشارة الصليب به على بطنها. وغادر السياح بعدما شكروا الجميع.ـ

بعد سنة، في يوم جمعة، دخل الزوجان العجوزان متجر الكتب فوجدوا السيد نيكوس وسلما عليه بحرارة وفرح، إلا أنه لم يتعرف اليهما مباشرةً بل بعدما ذكّراه بالقصة. طلبا منه أن ينتظر قليلاً وخرجا لنداء ابنتهما وزوجها، فدخلا يحملان طفلةً صغيرة. “هذه سابينا”، قالا.ـ

كانا يحملان طفلةً جميلة، وليس فقط هذا، بل وقد أصبحوا جميعاً أرثوذكسيين واعتمدوا – أهلاً وأولاداً – بمساعدة المتروبوليت المعروف كاليستوس وير في انكلترا. طلبوا من السيد نيكوس أن يأخذهم إلى دير القديس سابا لكي يشكروه. عند وصولهم، تقدمت أم الطفلة بعاطفة جياشة ووضعت ابنتها على نعش القديس سابا مخاطبةً إياه وقائلة: “خذها، فهي لك وليست لي!” وقد احضرت هذه المرأة معها من انكلترا حقيبة ملأى بالفحوصات والإستشارات الطبية من أفضل المستشفيات تفيد بعدم قدرتها على الحبل إذ كانت تعاني من مشاكل في أنابيب الرحم. وقد شددت على السيد نيكوس أن يقرأها ويدرك حجم المعجزة. لقد جربوا العديد من الطرق العلمية وأنفقوا المال الكثير، حتى أنهم أُجبروا أن يبيعوا قطعة أرض… الله حي!ـ

القديس سابا الجديد الذي في كاليمنوس هو من القديسين الجدد في الكنيسة الأرثوذكسية. وُلِد عام 1862 لأبوين تقيين. في عمر الثانية عشرة انضمّ إلى رهبان إسقيط القديسة حنة في جبل أثوس. من ثمّ تنقّل في عدة أماكن، إلى أن انتهى به المطاف صديقاً للقديس نكتاريوس وخادماً معه لدير الثالوث في آيينا. بعد رقاد القديس نكتاريوس هرب من كثرة الزوار في الدير ومضى إلى كاليمنوس بدعوة من أحد أبنائها حيث قضى ما تبقى من عمره أباً روحياً لراهبات دير جميع القديسين وكاهناً للدير. رقد في السابع من نيسان 1947، وقد أُخرِجَت رفاته بعد عشر سنوات في 1957 ووُجِدَت غير منحلة وهي محفوظة في دير جميع القديسين إلى اليوم.ـ

هو ناسك كبير ومعترف وكاتب أيقونات وصانع عجائب. هو الكاهن الذي قام بتجنيز القديس نكتاريوس وأول مَن رسم أيقونة له. يعيّد له عيدان في السابع من نيسان وفي الأحد الخامس من الصوم مع أمنا البارة مريم المصرية.ـ

في عيده، أردنا التعريف عن هذه المعجزة الجديدة للقديس سابا الجديد في هذا الزمن الذي نحتاج فيه لشفاعته أكثر من أي وقت آخر. لتكُن صلواته وشفاعته مع العالم كله.ـ

***