“لمَ تطلبنَ الحيَّ مع الموتى؟”

“لمَ تطلبنَ الحيَّ مع الموتى؟”

(لوقا6:24)

بقلم ماريَّـا قبارة

لنبدأ من جديد مع لعبة الوهم، والأحاديث المفتوحة إلى اللاشيء…..؛

فالمتصالحون مع البؤس الروحي يحاولون خلق زمان شغوف بالقناعات النبيلة، لكن الحكمة القائمة على التمرس بحاجات العيش الرخيصة هي “رجسةُ الخراب في وسط الهيكل” (مت15:24) فهل يا ترى نحن على شرفات الأزمنة الأخيرة؟ وعندها “متى جاء ابنُ الإنسان، أفَتُراه يجدُ الإيمانَ على الأرض؟”(لوقا8:18)

طروحاتنا اليوم ليست حقانية- والحق دومًا هو يسوع- وبعيدة كلّ البعد عن التقليد الرسولي، ولقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه لأننّا أقبلنا إلى نهر الأردن متسربلين ببّرنا الذاتي جاعلين الله كاذباً لأننّا رفضنا الاعتراف بخطايانا كما قال لنا الرسول الحبيب يوحنا اللاهوتي (1يو10:1)، وبهذا الرداء اليهودي أبطلنا ذبيحة الصليب. ويا لحماقتنا! لأننا هكذا لم ندعْ يسوع المخلّص يزلزل قبورنا.

نحن نعرف من الكتاب المقدّس أنّ الخطيئة تتأتى من مرض النفس، ولأننّا نريد كشف وجه الله نحتاج إلى خلوة في البريّة، والخلوة صلاة والبريّة محراب، وكشف وجه الله أمانة ودينونة. فنحن لا ننال مبتغانا إذا لم نتحّد بالله مرتجين قيامة من صراعنا الداخلي.

أما أن أدافع عن وهم فلا أسهل! فأنت لا تحتاج إلى حيثيات أو أدلة أو حتى وقائع حقيقية، والبوصلة مطيعة لأهواء القلب فنتعلل بعلل الخطايا، وهكذا نتجمّل باحتقارٍ كلّ من يخالفنا الفكر ونستصغر كلّ من ينبهنا إلى أخطائنا وخطايانا ساترين عورتنا بالمحاكم اللاناموسية.

في عيد ميلاد هيرودس رقصت سالومي عاريةً، وقُطع رأس يوحنا المعمدان بسيفِ الشهوةِ والكبرياء ونأى المسيح…..

فهلمَّ بنا وراءه إلى خارج المحلة ناظرين صلبه مرتجين خلاصنا

فإنّه قد قام.

والمحلة يا إخوتي هي ذواتنا، فلنهرب من أن تقطع كبرياؤنا شهادة حقٍ تسِرُّ قلبَ اللهِ الآب؛

فهل رأيتم الحلّ يا من سألتموني إيّاه سؤال فريسيّ بائس؟!

Leave a comment