إلى راهبة يوم ارتدائها الأسكيم الملائكي

إلى راهبة يوم ارتدائها الأسكيم الملائكي

المقالة الثانية: ذكر الموت


نيكيفورس ثيوطوكس


نقلها إلى العربية الميتروبوليت أفرام كرياكوس

“من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي يجدها” (متى 16: 25)

لقد غادرك أبوك وأمُّك لكي يذهبا إلى وطنِهما الدائم ويتمتّعا بمجد الله الأبدي. عندنا هذا الرجاء لأنّهما أنهيا حياتَهما بتقوى وإيمانٍ مستقيمٍ فالرب يتقبّل نفسيهما بتوبة واعتراف. لذلك عندما وجدك الربّ متروكةً من قِبَل والديك، أصبح للحال لك “أباً وأماً”، وأخذك على عهدته وأوجد فيكِ رغبةً صالحةً مقدّسة. “أبي وأمي تركاني أما الربّ فتعهّدني”، هذا هو المزمور الذي عليكِ أن ترتلّيه مع داود دائماً.

لقد تركك أبوك وأمُّك واقتبلك الرب على يديه وأناركِ بنعمته الإلهية فتركتِ العالم وابتعدتِ عن بيت أبيكِ وازدريتِ بالباطل وأتيتِ إلى هذه الشركة الديرية وارتديتِ الاسكيم الرهباني من أجل أن تعيشي بالتالي الحياة الملائكية. هذه السيرة هي طبعاً سماوية كلها وروحية. تهرب من حيث يكون العالم لأنها تتجّه حيث لا يوجد اهتماماتٌ دنيوية. تميت نفسها في كل ما يحتوي من راحة جسدية لأنها تحيا حيث قساوة الجسد، وتكون حيث راحته كونها أصبحت كلها روحاً.
حياة الإنسان نوعان: الحياة الروحية والحياة الجسدانية. الحياة الروحية هي في إماتة الحياة الجسدانية، والحياة الجسدانية هي في موت الحياة الروحية. الواحدة تميت الأخرى وتحيا على حسابها. تنمو الحياة الروحية وتموت الجسدانية. تحيا الجسدانية فتموت الروحية. “من أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها ومن أهلك نفسه من أجلي يجدها” الجسد والروح شيئان متناقضان للغاية مع أنهما متّحدان جيداً. موتُ الجسد يحيي النفس إلى حدِّ أنّ مجرّد ذكره يجعلنا نركض نحو الفضيلة ونعيش بكلّ وسيلة خلاصنا. ذكرُ الموت يميت قوى الجسد كلّها ويحيي استعداد النفس. حياة التوحّد هي حياة روحية كلّها. الراهب إذاً، عندما يتذكّر موت الجسد يجد نفسه متجهاً كليّاً إلى الحياة الروحية التي اختار أن يعيشها.
أيّتها البنت المستنيرة من الله! أرى أنّ شيئاً واحداً يُعوِزك من أجل الوصول إلى نهاية الطريق التي وضعك الله عليها: عليكِ أن تنْسَي الحياة كليّاً، وتضعي الموت نصب عينيك دائماً. هذا ليس بالأمر الصعب. ولا يحتاج إلى جهادات او أتعاب كثيرة. إنه يجعل فكرَك لا يعود يتطلع إلى الباطل. بل على العكس يشدّد قلبك في عيش الفضيلة. ويجعلك تتقدمين في المسيرة النسكية، في الحياة الرهبانية حسب مشيئة الربّ، لأن ذكر الموت هو حياةٌ للنفس كما سأظهره فيما يلي:
إن لم نتوصل إلى فهم جيد لماهية شيء نراه، لا نستطيع أن نقدّر ثمنه كما يجب أو أن نزدري به على قدر إمكاننا. ومع استعمال كل الوسائل من أجل فهم ماهيتنا، ليس من شيء يستطيع أن يُرينا ذواتنا أو حالتنا بصورة واضحة. من هنا يأتي أنه لدينا مثل هذه المحبة الكبيرة للحياة الدنيوية وهذا الاعتبار الكبير لأنفسنا.
أنواع المرايا التي يمكن أن نُشاهد فيها وجهنا كثيرة. عندنا الماء، عندنا المعادن اللماعة، بعض الألواح الزجاجية أو بعض الأشياء الموجّهة حسناً. إن المرآة البلورية الخالصة أفضل الأنواع. في سواها نشاهد ما يشبه وجهنا لكننا لا نميّز أوصاف طلعتنا. أما في مرآة بلورية فنشاهد بوضوح ليس فقط الشبه بل وأيضاً الشكل، اللون، القياس وحالة الوجه كلّها. أما أنواع المرايا التي نستطيع أن نشاهد فيها ذواتنا فهي كثيرة جداً: عدم ضمانة الغنى وعدم استقراره، مرآة نرى فيها أن السعادة غير دائمة. لكن هذا ليس بعدُ نفسَنا بل هو ظل لها. تبدّل المراكز والألقاب المتنوعة مرآة أخرى نرى فيها أن مجدَ العالم غيرُ ثابت. ولكن هنا أيضاً لا نجد نفسنا بالكامل، بل جزءاً منها فقط. المرض أو العجز أيضاً مرآة نرى فيها تغيّر معالم طبيعتنا التي تذبل وتسقط كالزهر. وهذا أيضاً ليس بالكلّ. بصورة عامة يمكننا أن نرى أنفسنا في أيّ شيء من أشياء هذا العالم ولكن لا نرى فيه إلاّ ظلاًّ فقط لما نحن عليه.
أفضل المرايا التي يمكن أن نستعين بها لمعرفة ذواتنا هو الموت.
داخل مرآة الموت نرى واضحاً جداً، ليس فقط ما يحيط بنا بل وأيضاً كلّ ما هو كائن فينا. لقد علمنا أن كلّ السعادات ليست إلا كالندى الصباحي، الذي في لحظة ما نجده أمامنا وبعد قليل يختفي عنا. علمنا أيضاً أن جمال وجهنا أو قوة جسدنا هي كالعشب الذي نراه أخضر في الحقول وبعد قليل يختفي عنّا. علمنا أيضاً أن جمال وجهنا أو قوة جسدنا هي كالعشب الذي نراه أخضر في الحقول وبعد قليل نجده يابساً. إن حياتنا هي كالمنام الذي نراه في الليل وننساه في النهار. وأخيراً نرى في مرآة الموت أن جسدنا كلّه ما هو إلاّ تراب. لذلك فإن ذكر الموت هو قوّةٌ كبيرة إلى حدّ أنه، أكثر من كلّ شيء آخر، يرينا بدقة ماهية أمور هذا العالم: ما هي حياتنا؟ ما هي حالتنا؟ وسوف نلاحظ هناك أن كلّ الأشياء باطلة وأنّ حياتنا هي العدم، وأنّ ذواتنا هي من طين وعند ذلك نزدري للحال بهذه الحياة ونتجّه نحو الحياة الروحيّة التي نوجّه لها اهتمامنا كلّه.
كان يعرف النسّاك القدماء أنّ دراسة الموت غذاءٌ يبعث حياةً في النفس البشرية. لذلك كان موضوع الموت شغلَهم الشاغل ليلاً نهاراً. القدّيس ثيوذوسيوس الكبير رئيس الأديرة، كي لا ينسى ولو قليلاً ذكرَ الموت، حفر قبره بيده وكان يأتي دورياً لمشاهدته والجلوس عليه وقتاً طويلاً وقد استمدّ من وراء جهاده هذا قوةً كبيرة إلى حدّ لم يتوصل إليه أحدٌ آخر. إن ذكر الموت قد أمات جسده (أي شهوات جسده) كلياً، فأُخِذَت روحه بالعشق الإلهي. وأعطاه هذا قوةً للقيام بجهادات كثيرة وساهم في إلباس نفسه فضائل كثيرة وعظيمة.
حقاً إن فعلَ الموت على أنفسنا كبير. إن الله الكليّ القدرة يستطيع بحضوره وبفكرنا أن يقودنا إلى الفضيلة ويوطّد قلبنا على الأعمال الصالحة. ليس للموت قدرة كليّة كهذه ولذلك يبدو وكأنه لا يستطيع أن يقوّي نفسنا هكذا. ومع ذلك فإن ذكر الموت وحضورَ الله عنصران يتساويان في القوّة. ما أقوله هنا يبدو أمراً غريباً لا يُصدّق. ومع ذلك، ما يحصل عليه الإنسان بحضور الله هو نفسه بالضبط ما يحصل عليه بواسطة ذكر الموت.

مثل ابراهيم

لقد ظهر الله مرات عديدة لابراهيم. وأهّله في كثير من الأحيان للتكلّم معه. ظهر أمامه أولاً وأمره بمغادرة وطنه وأهله، ظهر له أيضاً عند بلوطة ممرا عندما وعده بابن يرثه، تكلّم معه وقتاً كافياً عندما قرّر خراب سدوم. ظهر له مرة أخرى وطلب منه أن يقدّم إبنه اسحق ذبيحةً على الجبل. كل هذه الظهورات تمّت قبل أن يهيء ابراهيم قبره. لكن منذ أن هيأ قبره في حبرون قطع الله كلّ حديث معه، ولم يظهر له من بعد ولا مرّة واحدة ولم يتصل به. وكان ابراهيم بحاجة أكبر إلى الله في شيخوخته بسبب ضعفه وذلك من أجل أن يشدّد نفسه. ومع ذلك فقد تركه الله ولم يتصل به وسببُ ذلك هو القبر.

قبل اقتناء القبر لم يكن لدى ابراهيم ذكر الموت. لذلك كان هناك خطر في هبوط عزمه أو ضعف محبته لله. لذلك كان يظهر له من وقت لآخر كي يراه فتستنير نفسه. لكن عندما حصل على القبر طُبعت في ذهنه ساعة الموت. فكان ذكر الموت يحرّك نفسه ويجعله مستعداً لكل عمل روحيّ. ما كان يحصل عند حضور الله لدى ابراهيم حصل معه عن طريق ذكر الموت. كان الله، عند حضوره، يشدّد عزمه لكلّ عمل صالح. كذلك فإن ذكر الموت قد جلب إلى قلبه حرارة ومحبّة للأعمال الروحية. كان ابراهيم يسير سيرة روحية عندما يرى الله. لكنه أمضى حياةً مقدّسة عندما بدأ يتذكّر الموت. كان عند مشاهدة الله يغذّي نفسه بالإيمان، بالمحبة وبكلّ فضيلة، لكنه أنهى حياته بمخافة، برجاء الغبطة الأبدية وبكلّ عمل حسن منذ اللحظة التي بدأ فيها يتذكر ساعة موته.
أيها الموت المحسن إلينا! علينا أن لا ندعوك موتاً لأن مجرّد ذكرك يمنحنا حياة روحية. مغبوط حقاً هو الراهب الذي يضع الموت دائماً نصب عينيه. هو العود المغروس على مجاري المياه كما قال داود، لأن ذكر الموت يسقي القلب بمياه الهمّة الحسنة، ويعطي أثماراً روحية بصورة متواصلة. لن تفتر هكذا حرارة نفس هذا الراهب، بل يسير بفرح في الجهادات الروحية دون أن يعبُر خطورةَ السقوط من الحياة الروحية.

مثل آدم وحواء

لم يعِشْ جدانا الأولان حياة جسدانية في الفردوس. كانت حياتهما روحانية، سيرتهما سماوية، متحرّرين من أهواء الجسد ومكرّسين لتمجيد الله. عملهما الصلاة وهمّهما عبادة الله. الله غير المحدود في حكمته، الفائق الكمال في معرفته لم يجد، في سبيل إقناعهما بالثبات في حالتهما الروحية، أفضل من أن يغرس في ذهنهما ذكر الموت: “إنك يوم تأكل من هذه الشجرة تموتُ موتاً” (تكوين 17:2). لقد غرس الله في ذهنهما جيداً هذا الكلام. في اللحظة التي تمدّان يدكما إلى الثمرة تموتان. ليكن إذاً الموت أمام أعيننا دائماً. هذا كان في نظر الله أفضل صيانة لحياة بعيدة من الخطيئة.

لكن الشيطان الذي كان ينظر بانتباه إلى هذا السلاح الذي سلّح به اللهُ نفسَ الإنسان، فَهِم أنه من المستحيل له أن يغلبهما طالما يتمسّكان في ذهنهما بذكر الموت. لذلك حاول بكلّ الطرق إبعاد فكرهما عن الموت لأنه كان متأكداً أنه عند ذلك سوف يسقطان في حياتهما السعيدة. جاء إلى حواء، وهي العنصر الأضعف وقال لها: لماذا تحرمين نفسك من طعم هذا الثمر الشهي؟ جرّبيه ترين كم هو عذب وكم تبتهج نفسك!
لم تتجاوب حواء في بداية الأمر لأن الموت كان في فكرها. بل أخذت تقول: نموت ليس فقط إن أكلنا من ثمرة الشجرة بل حتى وإن مسسناه (تكوين 3:3). فقالت لها الحيّة: “وما هو هذا الموت؟ هل رأيتِ أبداً مثله؟ لن تموتا”. لقد خلقكما الله لكي تحيا ولذلك لن تموتا. أعطاكما الله حياة لا يمكن أن تُحرَما منها، لن تموتا. أعطاكما حياةً ووجوداً لا يمكن معهما أن تقعا تحت قبضة الموت، لن تموتا.
إقتنعت حواء عند ذلك بأنها لن تموت وبأن الموت ليس لها. فأبعَدَت عنها فكرة الموت وطبعت فكرة الحياة. وفي الوقت نفسه أقنعت آدم أنّ الموت ليس لهما وكان ذلك كافياً. مدّت يدها للحال إلى الشجرة، قطفت الثمر، وأتت وأعطت آدم. طالما كان الموت في فكرهما، كانا بدون خطيئة وما إن غادرهما ذكرُ الموت حتى أصبحا خاطئين.
طالما كانا يتذكران الموت، كانا مطيعين لوصية الله. ما إن غاب عنهما ذكر الموت حتى أصبحا عاصيين لإرادة الله. طالما كانا ناظرين إلى الموت، كانت شهوة جسدهما ميتة بينما كانت قوةُ روحهما نشيطة. ما أن أبعدا عنهما موضوعَ الموت حتى مات عزم الروح وانتعشت رغبة الجسد. خسرا ذِكر الموت وأصبحا عاريين من كلّ فضيلة. حُرما من عدم الفساد، تركا الحياة بحسب الله وبدآ يسيران بموجب أفكار بشرية. مع ذكر الموت كانا يتحلّيان بكلّ الفضائل، بجمال عدم الفساد، بحياة سماوية منزهة من الأهواء. كلّ هذا من فعل الموت الذي كان ذكره يعطي مثل هذه القوة للنفس البشرية.
آه إذاً! كم أكون مثّلث الغبطة إن كان الموت دائماً أمام أنظاري. إن علماء الرياضيات يبتكرون مرايا خاصة محاربة، تدعى هكذا لأنها ترى في الوقت نفسه تحركّات الجيوش المتصارعة كلّها. كذلك أشاهد أنا أيضاً حالة العالم كلّها في مرآة الموت البالغة العجب وبصورة واضحة جداً. أفتح القبور لكي أرى من هو الغني ومن هو الفقير، من هو الملك ومن هو الجندي. لكنني أجد أشياء متشابهة لا تفترق عن بعضها البعض. أبحث عن الوجه الذي تألّق جمالاً، فلا أشاهد إلا جمجمةً عاريةً بدون جلد ولحم ووجوهاً ناشفة تتشابه كلها. أبحث عن هذا القوي لكي أرى قوته لكنني لا أجد إلا عظاماً جامدة عارية من كلّ قوة. أبحث عن هذا الغني الكبير اللابس الذهب، وهنا أيضاً لا أجد شيئاً على الإطلاق. يبدو وكأنني لا أستطيع أن أميّز الأشياء.
أين هي أيها الأحباء هذه الرؤوس الموشّحة بالذهب التي كان يشاهدها الناس من بعيد ويرتجفون منها خوفاً؟ أين هي تلك الأيادي التي كانت تحمل ألبسة السلطة الذهبية والتي كانت ترعب الناس؟ أين هي تلك الأجسام التي كان يُسجَد لها كثيراً؟ ألتفت يميناً وشمالاً ولا أرى إلا تراباً، لا فرق بين الواحد والآخر: عفن، دود، عظام ورائحة كريهة هذه هي أمور العالم الجميلة والعجيبة. هذه هو ذلك الجسد الفاسد الذي يبحث كل واحد أن يهتم به بكل عناية. هذه النظرية تميت قوى الجسد وتحيي عزم النفس. هذه هي نتيجة ذكر الموت. ذكره يميت الجسد (أي شهوة الجسد) ويعطي حياة للروح.
أيتها الأخت الحبيبة، أنتِ التي اخترتِ النصيب الصالح على مثال مريم من أجل أن تسلكي الحياة الروحية التي ترضي الرب، أرجو أن تطبعي في فكرك ذكر الموت. ليكن في بالكِ أن ساعة الموت آتية وبسرعة وأن الأطباء لن يستطيعوا أن يضعوا حدّاً لها ولا الأدوية تساعد. الأهل والأصدقاء يبتعدون هم أيضاً لأنهم لم يستطيعوا أن يقدموا شيئاً. إن ساعة الموت القريبة رهيبة ومفترسة كالأسد. تأتي عندها الملائكة حافظو نفسك وفي الوقت ذاته الشياطين أعداء خلاصك. الملائكة تريد أن تتسلّم نفسك والشياطين الصاخبة والرديئة تريد أن تغتصبها. إن لاحظ الشياطين أن حياتك جسدانية وغير موافقة لوعدك، يسرعون مثل الوحوش الضارية ليتقضّوا عليك والملائكة تهرب عند ذلك مهزومة. لكن إن كانت حياتك فاضلة وروحية كما وعدتِ الرب اليوم عند ذلك تهرب الشياطين بعيداً وتنحدر مهزومة إلى ما تحت الثرى. أما الملائكة النيّرة فتستلم روحك بفرح كبير لكي تقدّمها للرب.
فليكن إذاً في فكركِ كلّ هذه الأشياء المفيدة لخلاص النفس. ذكر الموت هو الحارث القدير وغذاء النفس السماوي. هو النور الذي يشّع، الخمر الذي يبهج، الخبز معطي الحياة. الله أعطى الإنسان كتابين: كتاب الحياة وكتاب الموت. والذي يطالع كتاب الموت يدرس الدرس الذي تعطيه الحياة. الذي يشاهد كتاب هذه الحياة العابرة هذا يسجل في كتاب الموت والذي يبحث في كتاب الموت يسجّله الله في سفر الحياة.
تأملي إذاً دائماً بالموت لكي تحيا نفسكِ إلى الأبد. آمين.

Leave a comment