الجنس قبل الزواج

الجنس قبل الزواج

الشيخ أبيفانيوس ثيودوروبولوس

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

يتساءل الكثيرون من المسيحيين: إذا أقمنا علاقة جنسية قبل الزواج بخمس دقائق يكون الأمر خطيئة، أمّا إذا أقمنا هذه العلاقة بعد الزواج بخمس دقائق فنكون على ما يرام؟

هذه هي بالضبط طبيعة الأسرار وقوّتها: تغيير الأشياء، تبديل الظروف، تحويل الأحداث، تقديس الخاطئ، مباركة الممنوع، ورفع الأرضي إلى السماء.

“خمس دقائق” قبل أن يبارك الكاهن الخبز والخمر على المائدة المقدسة يكون الخبز خبزاً والخمر خمراً، ولكن بعدها بخمس دقائق يكون أمامنا جسد ربنا ودمه!

مناولة الموعوظين قبل “خمس دقائق” من معموديتهم هي خطيئة كبيرة، أما بعد خمس دقائق فالمناولة عمل أساسي ومقدّس.

قبل “خمس دقائق” من سيامة الأسقف، يبقى المُنتَخَب كاهناُ ولا يستطيع سيامة إكليريكي، ولكن بعد خمس دقائق من إتمام سيامته في القداس الإلهي، يمكنه سيامة كهنة وشمامسة.

ولكن لماذا نبقى في إطار أسرار كنيستنا الإلهية الفائقة الطبيعة؟ لربما يوجد ما يوازي هذه الأمور في حياتنا، أي حياتنا الأرضية.

قبل “خمس دقائق” من توقيع عقدٍ ما من كاتب العدل والأطراف المعنية يكون العقد ورقاً وحسب، ولكن بعد خمس دقائق يصير مستنداً عمومياً غير قابل للجدل ذا نتائج (حقوق وواجبات) قانونية لا يسبر غورها أحياناً.

قبل “خمس دقائق” من توقيع اتفاقية ما، لا تكون الاتفاقية سوى ورقاً وغلافاً، ولكن بعد “خمس دقائق” يصير لها قوة تحديد مصير مئات الملايين من الممتلكات.

قبل “خمس دقائق” من تنصيب رئيس يكون مواطناً عادياً لا سلطة خاصة له، ولكن بعد “خمس دقائق” تُعطى له القدرة على حل الحكومة والبرلمان.

نعم، إنها “خمس دقائق” قبل الزواج تكون فيها العلاقة الجسدية خطيئة، وبعده بخمس دقائق تصير شيئاً آخراً.

Leave a comment