العقل المظلم والقلب الغليظ

العقل المظلم والقلب الغليظ

القديس نيكولا فيليميروفيتش

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

“يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ” (أفسس 17:4-18).

ما هو البُطل أيها الإخوة؟ كل ما هو منظور خارج الله، مقطوع عنه أو مصنوع من دون مخافة الله.

ما هو بُطل الذهن أيها الإخوة؟ هو السلوك وترجمة الحياة لا بناموس الله بل بالأفكار والشهوات الذاتية العابرة.

من أين يأتي هذا الشر إلى البشر؟ من غلاظة القلب والجهل الداخلي.

ما معنى غلاظة القلب أيها الإخوة؟ معناها قلب خالٍ من محبة الله وخوفه، مملؤ بالشهوانية والخوف من كل شيء من أجل الجسد.

ما الذي يولَد من غلاظة القلب؟ الجهل، الجهل المطبق بالأمور الإلهية، والطرق الإلهية والنواميس الإلهية، قلب متبلّد في الحياة الروحية والفكر الروحي.

ما هي النتيجة النهائية لغلاظة القلب وجهل الحقيقة الإلهية؟ إنها فهم مظلم وتغرّب عن الإله الحي.

الفهم المظلم يتمّ عندما يصير فكر الإنسان مظلماً كالجسد، والنور الذي في الإنسان يصير ظلمة. آه، أي ظلمة! الفهم المظلِم هو فكر مظلم. لا يعرف الفكر المظلم معنى أي شيء، أو ينكر معنى كل شيء. في هذه الحالة، يتغرّب الإنسان عن حياة الله، ويذوي ويموت كجزء مقتَطَع عن جسد. هكذا هم الوثنيون، هكذا هم الملحدون، وهكذا هم أصحاب الإيمان الضئيل أو المسيحيون الزائفون. ولكن حتى الخشب الناشف، عندما يُروى بماء المسيح الصانع الحياة، يحيا وينفجر بالخضرة. حتى العالم الوثني القاحل أقيم وأحيي بالمسيح السيد. فأي حالٍ إذاً هو حال الخطأة التائبين!

لننظر إلى ذواتنا ايها الإخوة. لنقم بذلك كل يوم. لنسأل أنفسنا يومياً ما إذا كنا أظلمنا أو تغرّبنا عن حياة الله بسبب بُطلنا. سريعاً سوف يكون الموت والنهاية والدينونة. الحطب الجاف سوف يُلقى في النار التي لا تُطفأ.

أيها الرب يسوع، فكرنا وحياتنا، ساعدنا لنفكّر معك ونحيا معك. لك المجد والإكرام إلى الأبد. آمين.

Leave a comment