الشهيد الجديد آفياني (أفجانيوس) الجندي
هو أفياني رودينوف المولود في الثالث والعشرين من أيار 1977. أمه المدعوة لوبوف تخبر أنها عاشت بعد ولادته مع شعور يقول لها بأن شيئاً مخيفاً سوف يحدث لكنها تناست هذه الأفكار إلى أن عادت إليها بعد 19 سنة عند استشهاد آفياني. هو جندي شاب لم يتخلَّ عن إيمانه ولا عن صليبه بالرغم من التهديد والتعذيب، فاستحق الشهادة.
انضم آفياني إلى الجيش الروسي وأُرسِل للخدمة في الشيشان. وبعد ستة أشهر وقع في الأسر مع أربعة من رفاقه. وقد وعدهم الشيشان بإطلاق سراحهم إن هم أعلنوا إسلامهم. رفض آفياني فيما قبل رفاقه. رئيس الجماعة الشيشانية التي اعتقلت الجنود الروس كان رسلان خايخورويف وهو أحد زعماء هؤلاء المنشقين المعروفين على المستوى العالمي. بعد أن رفض آفياني إعلان الإسلام وخلع صليبه من رقبته، قام رسلان خايخورويف بقطع رأسه بيده. هذا ما أخبره هو شخصياً لوالدة الشهيد قائلاً لها: “كان بإمكان ابنك أن يقبل الإسلام وينجو وأن يخلع الصليب من رقبته ويخلص لكنه رفض”. كان هذا في يوم عيد ميلاده الثامن عشر. في 23 آب 1999 هاجمت القوات الروسية مقر رسلان خايخورويف وقتلته مع حراسه.
قُتل الشهيد في منطقة باموت قبل يوم واحد من دخول القوات الروسية إليها. ما أن علمت أمه بخبر اختطافه حتى راحت تبحث عنه لمدة تسعة أشهر. ولتتمكن من ذلك اضطرت إلى رهن منزلها. وقد عانت الكثير مع الثوار واضطرت لدفع الكثير مقابل حصولها على المعلومات ومرت بمخاطر كثيرة كالمرور على طرق ملغومة والدخول إلى مواقع ممنوعة وغيرها. هي الآن تؤمن بأن ابنها كان يحميها وبأن الرب كان معها لأن مهمتها كانت إيجاد ابنها ودفنه كما يليق به. تضيف أمه أنها خلال رحلة البحث عنه اختبرت قوة الصلاة. وجدت جسده بعد أن دفعت خمسمئة دولار لأحد الشيشانيين الذي دلّها إلى مكان الجثة حيث رماها رجال الزعيم الشيشاني. هناك حفرت تحت جنح الليل مستعينة بأربع أشخاص حتى وجدت جثته مع جثث الأربعة الباقين مطمورين في إحدى الغابات. وبمساهمات المؤمنين ارتفع صليب كبير فوق تلك النقطة. أما صليبه الذي رفض أن يخلعه فكان ما يزال في رقبته وقد قدمته أمه لكنيسة القديس نيقولاوس في أوردينكا، موسكو. بعد عودة لوبوف إلى روسيا وتجنيز الشهيد بخمسة أيام توفي والده الذي لم يحتمل فقدان ولده وأخبار الفظاعات التي تعرّض لها.
بعد انتشار خبر هذا الشهيد انشغلت الصحف به لفترة وواكبت الكنيسة الروسية كل تلك الفترة وعملت على التأكد من صحة عدد من الأخبار التي نشأت حول الشهيد إلى أن أُعلنت قداسته في العشرين من آب 2002، وبُدئ العمل ببناء كنيسة على اسمه في هانكالا بالقرب من غروزني في الشيشان.
الشهيد الجديد آفياني الجندي هو اليوم محرك تيار تقوي في بلاد الروس خاصة بين الشباب وقد تحوّل قبره إلى مزار. صدر عدد من الكتب التي تحكي عنه. في جنازه، قال الأب الكسندر شورغينوف المسؤول من قِبَل الكنيسة عن أمور الجند: “نحن نعرف أن الشهيد آفياني مرّ بعذابات ورعب يشابه ما مرّ به الشهداء العظام قديماً. وهو على مثالهم بقي مخلصاً ليسوع المسيح”. شفاعته فلتكن معنا.