الدفاعيات: اهتمام أساسي لكلّ مؤمن
الأب أنطونيوس أليفيزوبولوس*
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
يتّضح بشكل متزايد أنّ روح الكنيسة تُستأصَل وتُستَبدَل بروح الوثنية وأديان الماورائيات… فالمجموعات الوثنية تُعَدّ الآن بالمئات؛ وروحهم المعروفة اليوم من خلال النَزعة (أو الموضة) المسماة الجيل الجديد (New Age)، تؤثّر على كلّ القطاعات الأساسية لكلّ أوجه حياتنا. ويقع في هذا الشرك عشرات الآلاف من فروع القطاعات والمجموعات، تحديداً كما في نقاط الاتصال في شبكة ضخمة… “رسل” هذه النزعة قد حدّدوا هذه الشبكة على أنّها “مؤامرة مكتسية بالحرير”.
نحن اليوم نعيش في فترة تشبه الفترة التي كانت فيها الكنيسة في الأيام الأولى، حيث كان كلّ ما يحيط بها يحدده “روح آخر”. وهكذا، الكنيسة مدعوة مجدداً اليوم لتعطي خدمتها الدفاعية المكان الذي احتلته في كنيسة الأيام الأولى… ففي ذلك الوقت كان للدفاعيات مكان مركزي في حياة الكنيسة. كانت اهتماماً أساسياً، ليس فقط للرواد من اللاهوتيين ورعاة الكنيسة بل أيضاً لكل واحد من المؤمنين.
لقد سبق وأشار العهد الجديد إلى أنّ مهمة كل المؤمنين هي أن يكونوا “مستعدين دائما لمجاوبة كلّ مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف” (1بطرس 15:3).
لا يمكننا السلوك في خدمتنا الدفاعية بطريقة فاعلة وانسجام مع تقليد الكنيسة، من دون أن تكون مدعّمة بدراسة في العمق وفهم ملائم لكلّ تحريض خارجي. المؤسف، أنّه لا يوجد أيّ مركز أبحاث يتخصص في هذه القضايا…
* الأب انطونيوس أليفيزوبولوس هو من أهمّ لاهوتيي الكنيسة الأرثوذكسية في القرن العشرين. هو دكتور وأستاذ جامعي في كلية اللاهوت في أثينا. نعرفه في العربية من خلال كتابه “زاد الأرثوذكسية” وهو من أهمّ المراجع اللاهوتية التي تبسط فكر الكنيسة الأرثوذكسية كاملاً وتضعه في متناول الجميع. رقد الأب أنطونيوس في العام 1996.