X

بحث في التراث الأرثوذكسي

ما هو الخير والشر ومتى يعملان؟

الشيخ يوسف الفاتوبيذي

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

الخير هو السيد نفسه، وكل ما يصدر عنه ويحيط بهالخير موجود أيضاً في الطبيعة البشرية قبل السقوط وبعد ذلك في الإصلاح الناتج عن التقديسالخير أيضاً هو جوهر ما هو حق ومنطقي وموجود في العلاقة بينهماإنه الغياب الكامل للاعقلانية والشر والفساد.
من جهة أخرى، الشر هو الشذوذ وغياب كل ما وصفناه بأنه خيركل ما يصدر عن الشر يتضمّن عناصر الموت وأجزائه، جسد الموتنفسه، الذي والده وداعمه هو الشرير وخدامه المتعددون.
فمن ناحية، للخير وجود وجوهر، لأنه كائن ويأتي من اللهومن ناحية أخرى، لا يوجد الشر لا ككائن ولا كوجود، لكنه مخلوق طفيلي من غياب الخير، تماماً كما يظهر الظلام في غياب النورالشر بحد ذاته عدمٌ وغير كائن وبالتالي لا ينبغي أن نسمح له بأن يهددنا ويخيفناإن إهمالنا وخيانتنا هي ما يعطيه المادةإنه يشبه مَن يطفئ النور فيغمره الظلام.
إن كلمة الله، الحق بذاته، يشهد لهذه الحقيقة: “مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ” (متى 30:12). وأيضاً هذا هو ما يعنيه عندما يحثّنا على أن نبقى معه، كونه الخير الكامل: “اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْكَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّأَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُالَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يوحنا 4:15-5).

admin:
Related Post