X

بحث في التراث الأرثوذكسي

كيف يحاول العدو تحويل المبتدئ عن الطريق الصحيح

من رسالة للقديس ثيوفان الحبيس

ترجمة الأب أنطوان ملكي

العدو لن ينام. فقد لاحَظ قديسو الله أنه يعمل ضد المبتدئين بطريقتين. أولهما هي ألاّ يزعج البعض ولا يقاومهم. وعندما لا يصطدمون بأي عائق داخلي أو خارجي، ويرون أن كل شيء يسير على ما يرام، يحلمون بأن “لا بد بأننا شيء مهم، كل الأعداء تبتعد ولا تجرؤ على الظهور”. وما أن تبدأ هذه الأفكار، حتى يحضر العدو ويبدأ بتحريك أحلام المجد الباطل التي منها تأتي الثقة بالنفس ونسيان معونة الله، وبالتالي عدم السعي إليها وفقدانها. عندما تصل الأمور إلى هذا الحد، يبدأ العدو بالتسلّط: أي بتحريك الشر من الداخل وبوضع العقبات من الخارج، فيقع ذلك الفقير الواثق بنفسه. هذه الحالات ليست نادرة. أرجو أن تضع هذا أمامك فيما أنت الآن تفكر في تنظيم أمور حياتك، حتى عندما تبدأ حياة جديدة وكل شيء يتقدم بهدوء، لن تبدأ تحلم بنفسك، لكن سوف ترى في هذا كميناً خطراً وضعه العدو فضاعف حذرك وانتباهك. الكمال، الذي لا يظهر إلا قليلاً، يأتي بعد جهد كبير، بعد سنوات وسنوات، وليس من البداية في الأيام الأولى.

من جهة أخرى، يهاجم العدو الآخرين منذ البداية بكل قوته وعنفه، حتى يشعر المبتدئ بالضياع. حيثما يستدير، كل شيء ضده: أفكاره وأحاسيسه، وكل ما في داخله يعوق النوايا الحسنة ولا شيء إيجابي. يقوم العدو بهذا ليرعب المؤمن الجديد منذ البداية، وليحاول إرغامه على التخلي عن نواياه الحسنة والعودة إلى حياة من اللامبالاة وعدم الانتباه. ولكن ما أن يلاحظ العدو أن المؤمن الجديد لن يستسلم بل هو يقاوم، فإنه يتراجع مباشرة. هذا لأن الشجاعة في مقاومة العدو تكسب العاملين الأكاليل وهو لا يريد أن يؤمنها لهم. مهم أن تحفظ هذا في فكرك حتى لا تجبن أمام الضغوطات القوية الناتجة عن العوائق، بل سوف تعرف أنها خديعة من العدو الذي يتراجع ما أن يواجه الثبات.

admin:
Related Post