X

بحث في التراث الأرثوذكسي

ما هي صورة الله التي يجب أن يعرفها الطفل

إعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع

 

أشهر الأخطاء السلبيّة وتأثيراتها على صورة الله التي تتكوّن لدى الأطفال

الصورة الأولى

** ما هو السبب:

في أنّ الطفل يرى صورة الله الحنون بأنّه قاسٍ يمسك عصًا بيده ويصعب إرضاؤه جدًّا:

1)    ترديد كلمة: يسوع سوف “يزعل” منك.

2)    ترديد كلمة: لأنّك عملت كذا، فسوف يعمل الربّ يسوع معك، أيضًا، كذا.

3)    تعليل سبب مرضه أو فشله (إن كان في الدراسة أو بأيّ عمل آخر)، وكلّ ما يتعرّض له هو نتيجة ما ارتكبه من أخطاء تجاه الله.

4)    ذكر كلمة “الربّ أخذه لعنده” حينما ينتقل شخص يحبّه.

** النتيجة:

تبدأ أن تتكوّن هذه الصورة تدريجيًّا لدى الطفل مرورًا بالمراحل الآتية:

1)    خوف شديد من الله، ولذلك يصبح الطفل عنيدًا في كلّ ما يتعلّق بالله.

2)    لا مبالاة الطفل الظاهرة، والتي يعبّر عنها بقوله: “وهل يوجد الربّ يسوع فعلاً في السماء لكي “يزعل” منّا؟!

** الصورة الحقيقيّة والعلاج:

1)    الله يحبّ كلّ واحد منّا ولو أخطأ. فهو يحبّ خليقته، ولكنّه لا يحب الخطأ “لأنّ الله غير مجرِّب بالشرور وهو لا يجرّب أحدًا” (يع 1: 13).

2)    الانتقال إلى السماء بالوفاة وليس “الربّ أخذه” وإنّما هو انتقال إلى حياة أخرى أجمل من هذه الحياة أعدّها الله لكلّ الذين يحبّونه. ولكن، هناك وقت محدَّد لكلّ واحد منّا لكي يسافر فيه إلى السماء.

الصورة الثانية

** ما هو السبب:

في أنّ الطفل يرى صورة الله القريب منّي بعيدًا أو كأنّه موجود وغير موجود:

1)    لو كنت تصلّي كما يجب، فالله سوف يحقّق لك حالاً ما تريد، ولكن لا يحدث ما يريد!

2)    الله لا يراه أحد أبدًا، فهو في السماء، بعيدًا جدًّا عنّا.

3)    عندما يطلب الطفل طلبًا ما من الربّ، ثمّ يسألك عن عدم الاستجابة، فتجيبه بأنّ الله يهتمّ بكثير من الناس، ويسرع في تلبية طلباتهم، ولذلك عليك بالانتظار ليأتي دورك!!

** النتيجة:

1)    يفقد الطفل هويّته كونه ابن الله، إذ كيف يكون ابنًا لأب لا يشعر بوجوده؟

2)    يشعر أنّه دون الآخرين ويستحوذ عليه صغر النفس (وبخاصّة كلّما كان سنّه صغيرًا)، ويحسّ أنّ قيمته عند الله ضئيلة، لا بل مهمَلاً.

3)    يشعر بهوّة عظيمة بينه وبين الله، فهو يعيش على الأرض بينما الله يعيش في السماء فقط.

** الصورة الحقيقيّة والعلاج:

1)    درّبْ طفلك على أنواع استجابات الصلاة، ولا تقل أنّ طلبه سيتحقّق حالاً، فهناك استجابة بعدم الاستجابة.

2)    الله في كلّ مكان. أمّا فكرة الله أنّه في السماء فقط، فهذا فكر غير مسيحيّ.

3)    عرّفْه بمثل الابن الشاطر ليعرف قيمة النفس الواحدة عند الربّ.

الصورة الثالثة

** السبب:

صورة الله الذي يحسّ بنا، يراها الطفل بأنّ الله لا يفرح لفرحه ولا يشعر بما يمرّ به:

1)    عدم مبالاة الأهل، أو مدرّس التربية الدينيّة، بأيّ نجاح يمرّ به الطفل ويجعله سعيدًا.

2)    عدم تذكير الطفل بفرح الربّ بما يفعله.

** النتيجة:

1)    يتكوّن لدى الطفل صورة عن الله بأنّه لا يهمّه أيّ حدث يمرّ به، ولا يشعر معه.

** الصورة الحقيقيّة والعلاج:

1)    فرحُك بنجاحه يجعله يشعر بفرح السماء له.

2)    قولُك له بأنّ الربّ يحبّه دائمًا ويفرح به دائمًا لا سيّما عندما يفعل أمورًا حسنة.

الصورة الرابعة

** السبب:

صورة الله الذي يحبّ بلا شروط يراها الطفل معكوسة أي أنّ الله يحبّ محبّة مشروطة:

1)    قولُك له بأنّ الربّ سيحبّك أكثر لو عملت (هذا العمل الحسن)، فأنت ولد صالح لأنّك… (وهنا أعطِه صفة حسنة).

** النتيجة:

1)    أخطر صورة عن الله لدى الطفل عندما تكون بأنّ الله يحبّه وفقًا لمزاجه (أي لمزاج الله) أو في الوقت الذي يكون فيه الطفل هادئًا مثلاً.

2)    تتكوّن لدى الطفل فكرة بأنّ الله يحبّ الأولاد المطيعين، مثلاً، الذين يسمعوا كلام والديهم فقط.

** الصورة الحقيقيّة والعلاج:

1)    الله لا يشترط عملاً ما لكي يحبّنا فهو الذي خلقنا، وهو أبونا.

2)    أعطِه مثل الابن الشاطر، وكيف أنّ الأخ الأصغر لم يكن ولدًا حسنًا لكي يحبّه أبوه، ومع ذلك أحبّه وغفر له.

أحبّاءنا،

–       الله يعرفكم باسمائكم.

–       الله يهتمّ بكم منذ ولادتكم وحتّى نهاية أعماركم.

–       احذروا أن تجعلوا أطفالكم يشعرون كما قيل: “صرنا أيتامًا بلا أب” (مرا 5: 3).

–       احكوا لأطفالكم عن الله من الكتاب المقدّس بسرور وفرح.

–       يجب أن تشعروا أنتم، أوّلاً، بوجوده الحيّ في حياتكم، لكي يشعر بذلك أطفالكم.

–       صحّحْوا نظرتكم إلى الله قبل أن تقدّموها لأطفالكم لئلاّ يروا فيكم صورة الله مشوَّهةً.

 

admin:
Related Post