الشفـاء بـواسطـة المناولة المقدّسة

الشفـاء بـواسطـة المناولة المقدّسة

إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي المقطع، دده – الكورة

اعتاد القدّيس يوحنّا كرونشتادت أن يشفي الكثيرين بواسطة نعمة المناولة الإلهية:


فلقد تعرّض أحد معارف الأستاذ الجامعيّ المعروف سيمانوفسكي لداء السلّ الذي أثّر تأثيراً قويّاً على بلعومه إذ كانت الجراح تغطّي البلعوم كلّه ممّا أدّى إلى اختفاء الصوت كلّيّاً، وجعل الجميع يعتقدون بأنّ العليل سوف لا يحيا أكثر من عشرة أيّام. فما كان من الأهل إلاّ أن أبرقوا إلى الأب يوحنّا يلتمسون قدومه إليهم بأقصى سرعة إن أمكن، فوصل إليهم بعد خمسة أيّام. وما إن رأى حالة المريض حتّى بادرهم بسؤاله: “لماذا لم تعلموني بأنّ حالته خطيرة، لكنت أحضرت معي بعضاً من المناولة المقدّسة. ولمّا كان المريض في حالة النزع الأخير راح ينظر بتوسّل إلى الأب الذي استدار نحوه وقال: “أتؤمن أنّي أستطيع أن أساعدك بقوّة الله؟ فأبدى المريض الموافقة بحركة من رأسه. عندها نفخ الأب في فم المريض بشكل صليب ثلاث دفعات، ثمّ تطلّع إلى الطاولة الصغيرة قرب سرير المريض حيث كانت قد تكدّست أدوية مختلفة، وضربها بقوّة فوقعت بعض الزجاجات أرضاً وتكسّرت. ثم قال: “ارمِ هذه الزجاجات كلذها. إنّها لا تفيدك شيئاً. تعال إلى كرونستادت لأناولك القدسات الإلهيّة. إنّي أنتظرك”.

وعند المساء حضر الأستاذ سيمانوفسكي لعيادة المريض، ولمّا أُخبر بأنذه في  صباح اليوم التالي سوف يقصدون كرونشتادت قال بأنذ المريض سوف يموت في الطريق. ولكن المريض كان يثق جدّاً بالقدّيس يوحنّا، فأصرّ على الذهاب إليه.

بقي هناك يومين حيث ناوله القدّيس الأسرار الإلهيّة. وعند عودته إلى البيت، ذُهل الأستاذ لأنّ الجراح كانت قد التأمت كلّها غير أنّ الصوت بقي ضعيفاً. فاعترف عندئذ سيمانفسكي أمام الجميع قائلاً: “إنّها ظاهرة غريبة. حقّاً إنذها معجزة”. وهكذا عاش المريض المحتضر بعدها خمساً وعشرين سنة أخرى.

 

 

 

 

 

Published
Categorized as قصة

Leave a comment