خاصيّات الكنيسة الكاملة

خاصيّات الكنيسة الكاملة

الأب فلاديمير برزونسكي

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

“ثم جاء إلي واحد من السبعة ملائكة الذين معهم السبعة جامات المملوءة من السبع ضربات الأخيرة وتكلّم معي قائلا هلمّ فأريك العروس امرأة الخروف” (رؤيا 9:21)

نحن هنا قرب نهاية الكتاب المقدس في خبرة الرؤيا. أليس غريباً أنّ واحداً من الملائكة ممن معهم الجامات السبعة مع الضربات السبع الأخيرة موجود هنا يدعونا إلى الشهادة على الزواج المجيد للحمل الذي نعرف أنّه ربّنا، وإلهنا وخلصنا يسوع المسيح كعريس؟ أليس غريباً أيضاً أن نعرف أنّ العروس ليست إلاّ الكنيسة المقدّسة متّشحة بالبياض المشرِق، رمزِ الطهارة والبراءة؟ هذا يخبرنا عن الملائكة. وكما يقول اسمهم، فهم مرسَلون كَسُعاةٍ من الثالوث القدوس إلى البشرية. إن ملاكاً كهذا حمل الكاتب إلى رؤيا هلاك بابل الفاجرة العظيمة. هنا الملاك يعلن الزواج المجيد لحمل الله والعروس الكنيسة المقدّسة التي اشتراها الربّ بثمن عظيم هو صليبه. العروس- الكنيسة هي رمز لكّل الذين يمتلكون المزايا التالية من الفضائل، التي لا تشوبها شائبة، مشرقة من نفوسهم.

لقد استعرض الرسول بولس مزايا الكنيسة الكاملة. في سفر الرؤيا، الذين يحيون في هذه الكنيسة هم بين القائمين في أورشليم الجديدة الآتين من السماوات لينتموا إلى يسوع المسيح حمل الله الآتي ليطلب عروسه، والذين نجد صفاتهم في الرسائل إلى الأمم:

إنهم أناس يودّون بعضهم بعضاً: “وادّين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية” (روما 10:12). عندما نقرأ هذا، ماذا يكون صداه على ضمير كلِ من أعضاء الجماعة التي نسمّيها كنيسة؟

إنّهم أناس يمكنهم أن يقولوا عن إخوتهم في الرعية أنّهم: “مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة” (روما 10:12). هذا يعني أنّ كلّ عضو في مكانة جيدة يحمل كل الآخرين في الجماعة فوق نفسه. إنّهم يشعرون بأن كونهم أعضاء من هذه الجماعة من المؤمنين هو شرف لهم. أهذا ما يحدث بالفعل؟

من المفروض العيش في تناغم البعض مع الآخر: “مهتمين بعضكم لبعض اهتماماً واحداً” (روما 16:12). هذا يعني أنّ ما من شيء أكثر أهمية من حفظ السلام في عائلة المسيح. بالطبع هناك اختلافات في الرأي في الرعية، وهذا يفهمه الجميع، لكنهم أيضاً يدركون أنّه من دون سلام الله الذي يتخطّى كل فَهم، فإن إفخارسيتهم جوفاء لأن علاقاتهم ضحلة ودنيوية وليست إلهية.

يحبون بعضهم البعض: ” لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضاً” (روما 8:13). إلى أن نتمكن من إدراك ترتيب الليتورجيا الإلهية: “لنحبّ بعضنا بعضاً لكي بعزم واحد نعترف مقرّين… آب وابن وروح قدس…” كما قال يسوع، لا معنى لكلامنا عندما نقول أننا نحبّ الله. ما هو مُتوَقَّع هنا هو أن نكون قد جعلنا المحبة طريقة حياتنا عند بلوغنا إلى السماوات.

يقبلون بعضهم بعضاً: “لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضا قبلنا” (روما 7:15). القبول يعني الإدراك بوجود اختلافات، ومع هذا لا تمنعنا من المسامحة. يُقال: أن تتفهم يعني أن تغفر. القبول ليس الموافقة، ولا حتّى الاحتمال. إنّه الحنو.

يخدمون بعضهم بعضاً: “فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيّروا الحرية فرصةً للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً” (غلاطية 13:5). أليس هذا هو معنى غسل الأرجل؟ أي مثال أكثر قوة من ابن الله يغسل أرجل الصيادين؟ أنحن أرفع من سيدنا؟

يغفرون لبعضهم بعضاً: “محتملين بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى، كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً” (كولوسي 13:3). سوف توقَفون وتُمنَعون من دخول الملكوت إذا أتيتم حاملين حقداً يلوّث نفسكم.

يعزّون بعضهم بعضاً: “لذلك عزّوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدُكم الآخر، كما تفعلون أيضاً” (1 تسالونيكي 11:5). نحن مطلوب منّا بناء الثقة وتعزيز الصورة الإيجابية عن كلّ إخوتنا وأخواتنا في المسيح. إذ لا مكان لباعثي الكآبة والانهزاميين في الفردوس.

Leave a comment