أسئلة حول العلم ونظرية التطوّر

أربع أسئلة حول العلم ونظرية التطوّر

نيقولاوس مطران ميسوغيا ولافريوتيكي

درس الميتروبوليت نيقولاوس مطران ميسوغيا ولافريوتيكي الفيزياء في جامعة تسالونيكي وحصل على البكالوريوس سنة 1976، وبعد الخدمة العسكرية تابع دراساته في هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (M.I.T.) حيث حصّل الماجيستير، وتابع تحصيله في برنامج مشترك بين الجامعتين فنال الدكتوراه في الهندسة الطبية. من ثمّ عمل في آن واحد لمستشفى كنسي وفي الناسا. علّم أيضاً في جامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومن ثم انتقل إلى التعليم في كلية الطب في كريت وفي جامعة أثينا. من ثمّ عاد إلى بوسطن حيث حصّل الماستر في الدراسات اللاهوتية من معهد الصليب المقدّس للاهوت، ودكتوراه من جامعة تسالونيكي في أخلاقيات علم الحياة.

ما يلي هو أربعة أسئلة طُرِحَت على المطران مع جوابه عليها

سؤال: كمؤمن بالله، ما هي نظرتك نحو مَن يريد أن يتعاطى البحث الحديث، خاصةً البحث الذي يتحدّى الله في النهاية، كمثل الهندسة الجينية وعلم الكونيات أو طبّ الأعصاب؟

جواب: البحث العلمي المعمول لتحدي الله مُصاب بمرض التحامل. البحث العلمي هو لاكتشاف الحقيقة العلمية. أين المشكلة إذا كان هناك مَن يريدون أن يوسّعوا آفاق أفكارهم ومعرفتهم؟ بهذه الطريقة يقتَرَب من الله بشكل أفضل. الله ليس إيديولوجيا علينا الدفاع عنها بمختلف السُبُل بل نحن نؤمن به لأنه هو الحقيقة. بهذا المعنى، حتى الحقيقة العلمية تكشفه لنا. إذا كان هناك أي شكّ به فالوقت مناسب للبحث عنه. المؤمن الذي يخاف من البحث العلمي يخاف من الحقيقة. وقد يكون مؤمناً لا يؤمن.

سؤال: ماذا لديكم لتقولوا عن نظرية التطور؟ ألا تعارض تعليم الكنيسة؟

جواب: بما يتعلّق بهذا الموضوع، يقوم تعليم الكنيسة على كتاب التكوين الموحى به. هذا ليس كتاباً عن الفيزياء أو علم الحياة. الأمر المهم الذي يحكي عنه ليس إذا كان الله صاغ الإنسان من التراب وأين وجده، بل أن الإنسان وُجِد “على صورة الله ومثاله”. كل شيء آخر هو تفصيل. كيف للعلم أن يقلب هذا؟ وابعد من ذلك، إذا كان العلم يحسّن فهمنا لهذا العالم وصورتنا عنه لماذا علينا أن نوقفه. أقصى ما يمكننا قوله هو أننا نفهم بعض الأمور بشكل أفضل.

إن مشابهة الإنسان لله هي أننا مصنوعون بالحياة الإلهية ومنقوشون بهدف هدف هذه المشابهة. هذا لا يستطيع العلم أن يغيّره، مع أن بعض العلماء يحاولون ذلك بغرور.

سؤال: إذاً لا يهمّ إن كان الإنسان يتحدّر من الحيوانات؟

ما يهمّ هو الأصل الإلهي للإنسان وعلاقته بالله، أي أن الله خلقنا وليس كيف خلقنا. وأيضاً، الخطر ليس أن الإنسان يتحدّر من الحيوانات بل أن يصير مثلهم: “وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ” (مزمور 12:49). إذا كانت غايتنا هي أن نصير على صورة الله، أنحاول أن نثبت أننا حيوانات؟ المشكلة إذاً ليست الإثبات العلمي لنظرية التطور بل الالتزام بتفسيرها الحرفي المريض. هذا التفسير لا يبرهن عدم وجود الله بل يؤكّد قصر النظر المتّقد عند الإنسان. استبدال الغرض الإلهي بالانحطاط الأحمق إلى حيوان! ولا حتّى الحيوانات يعجبهم ذلك.

سؤال: لكن عندنا تشابهات مهمّة مع الحيوانات ونحن بحاجة لإيجاد أهميتنها.

يفاجئني الاهتمام بمشابهتنا الحيوانات. لو كان هناك اهتمام مماثل بقربنا من الله، كم كانت الأمور تتغيّر. علينا أن نكتشف معنى هذا القرب. هناك تشابه مع الحيوانات. جسدنا بطريقة او بأخرى يشبه الحيوانات الرئيسية، حتّى أنه يمكننا أن نعلّم الحيوانات الفضائل الغريزية. هناك الكثير من الأمثلة في الكتاب المقدس. المسيح نفسه قال في العظة على الجبل “انظروا إلى طيور السماء” وبأي طريقة يمكننا تقليدهم. لكن ما يهمّ هو اختلافنا عن الحيوانات. الإنسان نفس-جسداني. هذا هو مصدر قيمته. آن الأوان لتوجيه اهتمامنا بعيداً عن مشابهتنا للحيوانات نحو إمكانية مشابهتنا لله.

Leave a comment