والدة الإله الفائقة القداسةعند القديس نيقوديموس الآثوسي – الجزء الثاني فرادة والدة الإله

والدة الإله الفائقة القداسةعند القديس نيقوديموس الآثوسي

قسطنطين زلالاس

نقلتها إلى العربية رولا الحاج

الجزء الثاني فرادة والدة الإله

سامحوني من فضلكم إذا أرهقت بعضكم  بهذه المقدّمة الطويلة، الّتي تبدو لاهوتيّة جدًّا، ولكنّ هذه المعرفة ستساعدنا بعض الشيء على فهم انشغال قدّيسنا في تقدير، وتمجيد شخص والدة الله الكليّة القداسة…  فالقدّيس العظيم غريغوريوس، اللاّهوتيّ الثاني في كنيستنا، حذَّر بوضوح كليودونيوس وأتباعه السّابقيِن والمعاصرين كلّهم: “كلّ من لا يدعو مريم Theotokos – والدة الله –  ينفصل عن الإله – ويكون كافرًا…” إنّها كلمات ذات وقع قويّ جدًا من هذا اللاهوتيّ ذي الإحساس المرهف والوداعة الشّديدة.

ويخلص القديس نيقوديموس الآثوسي إلى القول إنّ شخصًا واحدًا في تاريخ البشريّة تمكّن من تخطّي السموّ الروحيّ حتّى للعالم الملائكي. وِفقًا لهذا الأب القدّيس، اشتركت المخلوقات كلّها بقوى الله وحدها، في حين استقبلت سيدتنا في أحشائها، أقنوميًّا، الشخص الثاني من الثالوث القدوس لينتهي بها الأمر بشكل رئيسيّ إلى أنها حقًا والدة الإلهلتثبت حسب إرادة ومعرفة الله المُسبَقَة، بأنّ والدة الإله كانت الغاية النهائيّة والهدف الأقصى للمخلوقات كلّها[1].

يذكّر تعليم القديس نيقوديموس الآثوسي طبعًا بتعليم الآباء القديسيّن حول والدة الإله الفائقة القداسة، أي تعليم الكنيسةإن الحبّ الرّوحي المتّقد، الّذي يكنّه هذا القدّيس لوالدة الإله الفائقة القداسة، يوازي الحبّ العميق والتقوى الشديدة الّتي شعر بها الآباء القدّيسون كلّهم تجاه شخص أمّ الله الفائقة الجلال[2]. كذلك، يعتبر ذلك بديهيًّا في سِيَر حياة القدّيسين الأرثوذكسيّين: لا يُمكن لأحد أن يكون قدّيسًا إن لم يحبّ أوّلاً والدة الإله حبًّا عميقًا. لاهوت القدّيس نيقوديمس في والدة الإله أتى نتيجة تقوى هذا القدّيس نحوها وحبّه العميق لها، وخبرته الشخصيّة، حيث عاش حياته ممجِّدًا اسمها بدون انقطاع. ووفقًا لروايات شفهيّة من رهبان عاصروه، غالبًا ما كانت والدة الإله تظهر له وتقول: “أباركك، يا بني نيقوديموس، وأقوّيك لتكتب[3].

 طبعًا، بفضل البصيرة الرّوحيّة القويّة الّتي تحلّى بها القدّيسون جميعهم (وتحديدًا لأنّهم كانوا قدّيسين)، فهموا أنّ والدة الإله حظيت بمحبة الله، فأصبحت محبوبة جدًا عند المحبوب الوحيد بفضل قداستها المطلقة. ولكن، حتّى القدّيسين يعترفون بعجزهم الكامل عن مقاربة  المحيط اللاّمحدود لسرّ بتوليّتها الدّائمة ولو جزئيًّا. لقد كتَبَ القدّيس باسيليوس أسقف سلوقية في هذا الإطار: “من أين لي الجرأة أن أفتّش في محيط  سرّ البتوليّة العظيم وعمقه، إن لم تعلّميني انت يا والدة الإله، أنا السبّاح المفتقر إلى الخبرة، كيفيّة تحرير الإنسان القديم الفاسد بضلال الشهوة“. 

إن الحبّ الكبير الّذي يُكنّه القديس نيقوديموس لشخص والدة الإله الكليّة القداسة دفعه إلى تمجيد اسمها بدون انقطاع، ووصف مدى غبطتها، وتمجيد العظائم الّتي صنعها الله القدير بها (لوقا 1: 49).

في الثيوطوكاريون،  – وهو كتاب يحتوي على 2450 ترنيمة للعذراء تزخر بالتوبة وتُقرأ في أديارنا يوميًّا، كَتب القدّيس  نيقوديموس ما يلي: ” [من بين يالمخلوقات جميعها]، وحدها تحلّت منذ الولادة بثبات كامل لا يتزعزع في وجه الشرّ. كانت قد أماتت إلى الأبد النزعات الأهوائيّة لقوى النفس الثلاثة (العقليّة، والشهوانيّة، والانفعاليّة). لأنّها وَلَدَتْ من هو خالق كلّ شيء وإنسان صُلِبَ بالجسد[4]. في تفسير الترنيمة التاسعة، يوسّع القدّيس نيقوديموس نظريّته اللاهوتيّة في أنّ والدة الإله تسمو على سائر مخلوقات العالم من ناس وملائكة، فيقول: “بنقاوتها الفائقة الطبيعة في حياتها كلّها، ولا سيّما خلال إقامتها لمدة اثني عشرة عامًا في قدس الأقداس، استحقّت العذراء مريم بجدارة أن تُصبح أمًّا لابن الله وكلمته نفسه[5].

ويُتابع القدّيس قائلاً: “من تُراهُ أنقى من والدة الإله وأوفر قدرةً على استعراض أسرار السماء؛ ليس بين مراتب الملائكة أو الناس مَن يفهم عظائم الله أفضل منها[6].

مع هذا، في لاهوتنا الحديث، لا سيّما في المجال الأكاديميّ حيث كان تأثير البروتستانت شديدًا، قد نسمع عبارة الأول بعد الواحد” الّتي  تميّز العمق الفكري واللاهوتيّ لـفمّ المسيح، الرّسول بولس. كان رسول الامم بالتأكيد إناء للنعمة، إناءً مُختارًا، خادمًا دؤوبًا للكلمة.

إلاّ أنّ التقليد المقدّس الحيّ، الّذي حَفِظَ الكنيسة من مثل هؤلاء اللاهوتيّين العقلانيّين على مرّ العصور، يميّز لاهوتيًّا واحدًا لا منازع له يُعتبر أسمى من السماوات وأنقى من أشعة الشّمس، بحسب القدّيس نيقوديموس، الّذي لخّص الضمير الشامل لآباء الكنيسة، من خلال محاولته تقيّيم شخص والدة الإله غير المُتكرّر والدائم الفرادة. يُفسّر القديس نيقوديمس في اعترافه الإيمانيّ[7]، أنّ الأول بعد الواحدفي العقيدة الأرثوذكسيّة هي أمّنا العذراء، والنظرة الأُرثوذكسيّة لحركة الكوليفاديس Kollivades (القدّيس نيقوديمس، والقدّيس مكاريوس الّذي من كورينثوس، والقدّيس أثناسيوس باريوس)، الّتي شدّدت على الحاجة الدائمة للمناولة المقدسة المتواترة وتلك المتعلّقة بإقامة قداديس تذكاريّة يوم السبت المحدّد وليس الأحد، الأمر الّذي أشعل ثورة في نفوس رهبان الجبل المقدّس المتعصبين وغير المثّقفينفي القرن الثامن عشر، ما أنتج جوًّا من الإفتراءات والغضب ضدّه لإثني وعشرين عامًا[8].

طبعًا، برَّأ المجلس المقدّس لجبل آثوس القدّيس من هذه الحرب غير المبرَّرة الّتي سبّبتها حاشية جريئة  في كتابه الصادر حديثًا، تحت عنوانالحرب اللامنظورة[9]، وجاء فيها: “بكل حقّ، الله الثالوث القدّوس، سُرّ وابتهج كثيرًا قبل الدهور عالمًا، بحسب سابق معرفته، بمريم الدائمة البتولية. وذلك لأنّه بحسب رأي بعض اللاهوتيّين، لو صار الناس كلّهم منذ الدهور أشرارًا وذهبوا جميعاً إلى الجحيم وسقطت رتب الملائكة التسع من السماء وأصبحوا شياطينمع  هذا كلّه، هذه الشرور كلّها مقارنة بملء قداسة والدة الإله، لن تكون قادرة على إحزان الله، لأنّ السيّدة والدة الإله وحدها قادرة أن تفرّحه بالكامل في كلّ الأحوالهي الوحيدة الّتي أحبّته قبل  كلّ شيء، لأنّها وحدها أطاعت إرادته، قبل كلّ شيء، ولأنّها وحدها كانت قادرة أن تتلقّى هذه المواهب الطبيعيّة، والإختياريّة، والفائقة الطبيعة الّتي وزّعها الله على خليقته كلّها…”[10]

ويتضمّن تفسيره للترنيمة التاسعة تعدادًا لمواهب والدة الإله الفائقة القداسة هذه كلّها، حيث يُعبّر القدّيس صراحةً عن شوقه الّذي يُصعب إشباعه، ما أعذب شخصكِ واسمكِ يا مريم، ما هذا الحبّ الّذي أشعر به في داخلي؟ لا أستطيع أن أكفّ عن الإشادة بعظائمكِفكلمّا أشَدْتُ بها كلّها، تُقتُ إليها أكثر، شوقي لن ينطفئ أبدًا، وتوقي لن ينتهي…”[11]

       يُشدّد القدّيس نيقوديموس، في المقطع لأنّه نظر إلى تواضع أمته، على عمق تواضع سيّدتنا العذراء، كما في الحواشي، لم يكن عمق التواضع متجذّرًا في قلب والدة الإله فحسب، بل فاض كالنّبع المتدفّق ليغمر أعضاء جسدها الطاهر الخارجيّة كلّها… أشرق تواضعها مثل الشمس، في سلوكها كلّه، وفي حركاتها، وفي كلماتها، وفي طبيعتها الداخليّة كلّها ومظهرها الداخليّفبشكلٍ عام، شعّ حضور والدة الإله نعمةً إلهيّةً واحترامًا كبيرين، فولّدا كثيرًا من الإجلال والانسحاق في نفس الناظر إليها للمرّة الأولىحتّى من تلك النظرة الأولى كان يعرف المرء –  من طبيعتها الخارجيّة فحسب –  أنّها حقًا والدة الإله

كالقدّيسين جميعهم، أحبّ القدّيس ديونيسيوس الآريوباغي المسيح ربّه حبًّا عظيمًا. عندما عَلِم أنّ والدة المسيح الكليّة الطهارة كانت لا تزال على قيد الحياة، سافر من أثينا للقائها. دُهِشَ عندما وقع نظره للمرّة الأولى على وجهها الإلهيّ وجمالها الرائع والملوكيّ، وقد أحاط بها الملائكة كملكةولدى سماعه الكلمات الإلهيّة من فمها الكليّ النقاوة، دُهش وملكته الرّهبة، معترفًا أنّ طبيعة جسدها ومظهرها الخارجيّ كافيان وحدهما بإظهار أنّها والدة الإله[12].

امتلكت السيّدة العذراء بشكلٍ كامل رداء التواضع من نسج الله. فعلى الرّغم من أنّها اختيرت لتكون حقًا والدة الإله وملكة المخلوقات المنظورة وغير المنظورة كلّها، عند بشارة الملاك جبرائيل لها، عرّفت بنفسها  لهجة هادئة عفويّة ليس فيها تصنّع أنّها أمّة الربّ[13]. كلّما أصبحت الروح أكثر طهارة وكمالًا، شعرت بضعفها وعدم جدارتها. هذه كانت قوّة تواضع الدائمة البتوليّة، الّتي حسبَت نفسها غير مستحقّة لتكون خادمة العذراء الّتي تكلّم عنها أشعياء، وكانت ستلد المسيح بحسب مُضيفِنا القديس يوحنا رئيس أساقفة شنغهاي وسان فرانسيسكو (أشعياء، 7: 14)[14]إلى ذلك، يرى بعض المعلّمين أيضًا أنّ العذراء، نظرًا إلى تواضعها الكبير والفريد، لم تكشف لخطيبها يوسف عن بشارة الملاك جبرائيل، كي لا تبدو متباهية ومغرورة، بل تركت لله أمر إبلاغه  من الأعالي[15].

من عظائم والدة الإله الشخصيّة تَنَزُّهُها عن الخطيئة بالنّسبة لسائر البشر[16]، وجهادها الشخصيّ. وفقًا للقدّيس غريغوريوس بالاماس، أسقف تسالونيكي، عندما كانت والدة الإله طفلة صغيرة في قدس الأقداس العمل العقليّوهي رائدة الصلاة العقليّة والقلبيّة، لأنّه من خلال عودة  العقل إلى القلب والصلاة الدائمة، سَمَت عن كلّ ما له هيئة وشكل، فَبَنت بالتّالي دربًا جديدًا إلى السماء – الصمت العقليّ – وارتفعت من خلاله فوق المخلوقات كلّها، وعاينت مجد الله بطريقة أكثر كمالاً من موسى، ورأت النعمة الإلهيّة الّتي لا يُمكن الحواس إدراكها، بل هي مشاهدة بديعة للملائكة، والرهبان، والنفوس النقيّة[17].

يتابع القدّيس نيقوديموس، في كتابه بستان النعم، الحديث عن العظائم الّتي صنعها الإله القدير بها“:

1. إنّ الله سَبق فعرفها واختارها قبل الخليقة كلّها لتخدم السرّ الّذي كان مكتومًا قبل الدهور.

وفقًا للقديس باسيليوس الكبير، هي خُلاصة التطهير الّذي خضعت له الأجيال البارّة السبعة والسبعين، قبل الناموس وبعده، منذ آدم وصولاً إلى يواكيم البار.

2.   إنّها قصيدة كلّ نبيّ وبداية النبؤات كلّها منذ سفر التكوين.

3.   إنّها أمّ النعمة قبل زمن النعمة.

4.   جعلها أوسع من السماوات كونها حملت في أحشائها الإله الّذي لا يسعه مكان.

5.    أعظم العظائم هو حبلها بشكل يفوق الطبيعة بالله الكلمة، الّذي لم ينمُ في أحشائها بحسب قواعد علم الأحياء التطوّري الشائعة. يعلّم القديس باسيليوس في عظته الميلاديّة أنّه كوَّن الطفل نفسه في لحظة وليس من خلال انقسامات  صغيرة (للخلايا والقسيمات الجرثوميّة)…” يُشير القدّيس إلى أنّه في غياب الأمشاج والبويضات، جرى نموّ من نوع آخر، لا يختلف كثيرًا عن نموّ آدم القديم. إنّ حكمة الله، وهو الخالق المبدع، جبلَ آدم القديم من الطين. كذلك، منذ ألفي سنة، جبلَ حكمةُ الله نفسُه، الخالق المبدع، رداءً لنفسه، أيّ طبيعته البشريّة من دم العذراء الكليّ النقاوة. ورأى رئيس الملائكة جبرائيل ملكَ الملوك للمرّة الأولى في البشارة، بحسب ما جاء في الترنيمة الخاصّة بوالدة الإله (الثيوطوكيون) باللحن الأوّل، إنّ جبرائيل لمّا تفوّه نحوكِ أيّتها العذراء إفرحي، حينئذٍ تجسّد سيد الكلّ فيكِ عند سماعه الصوت“… حملَتِ العذراءُ الطفلَ الصغير، الّذي استمّر ينمو بشكلٍ طبيعيّ لمدة تسعة أشهر، ولم تشعر بآلام الولادة ولا بأيّ ثقل أو إرهاق.

6.   أخيرًا، ولدت ذاك الّذي من خلاله تمّ كلّ شيء، بدون أيّ تغيير أو فساد. حافظت على عذريّتها وبقيت عذراء خلال هذه الولادة الفائقة الطبيعة ولبقيّة حياتها، بما أنّها كرّست نفسها بالكامل لمشيئة الله الأوليّة، الّتي تحدّدت بالعذريّة. في غياب هذه النظريّة اللاهوتيّة الأرثوذكسية الخاصّة بآباء الكنيسة الواضحة تمامًا، يتصارع جيراننا المسيحيون غير الأرثوذكسيّون منذ قرون مع الفكرة القائلة إنّ للمسيح أخوة وأخطأوا مؤخرًا لدرجة مُحزنة حيث نسبوا لابن الله أفكارًا شهوانيّة وتكلموا حتّى عن زواجه، ومن الواضح أنّهم لم يعودوا يقبلون به كأحد أقانيم الثالوث. ليس هذا سوى روح المسيح الدّجال بحسب القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ. ويشير موقف الأرثوذكسيّة إلى أنّ الإتّحاد الأقنوميّ للطّبيعتين جعل المسيح محصّنًا بالكامل من أيّ أهواء وتجارب دنيويّة. كان يسوع الإنسان الحقيقيّ الوحيد الّذي لم يخرج عن إرادة الله الكاملة كما أعلن الآب في خلال معمودية المسيح والتجلي المقدّس: “هذا هو ابني الحبيب الّذي به سُررت“.

ووفقًا للقدّيس نيقوديموس، استمّرت سيّدتنا والدة الإله بجهادها الشخصيّ بعد قيامة ابنها وصعوده، سَعَت السيّدة والدة الإله بطريقة مميّزة إلى الجهاد، أيضًا بعد صعود ابنها، بالصوم، والصلوات، والسجدات، وأنواع التقشّف كلّها[18].

يُلخّص القدّيس تعاليم الكنيسة حول تنزيه والدة الإله نسبيًّا من الخطيئة في مقطع النشيد تبتهج روحي بالله مخلّصي“. إنّ الّذي خلّص العالم من الخطيئة  خلّص أيضًا والدة الإله من الخطيئة الجديّة، لأنه وعلى الرّغم من سمو والدة الإله عن كل خطيئة طوعية، مُميتة، وقابلة للمغفرةكانت عرضة للخطيئة الجدّيّة حتّى البشارة. عندئذٍ، طُهرّت من ذلك بحلول الروح القدس[19]. ويُصنّف القديس نيقوديموس بتوليّتها الدائمة، وقيامتها، وانتقالها، وصعودها إلى ملكوت السماوات ضمن العظائم الفائقة الطبيعة لوالدة الإله[20].

يذكر القديس نيقوديمس في كتابه بستان النِّعَمشهادة القدّيس أغسطينوس حول  عظمة والدة الإله الفائقة التصوّر: “كان الله الخالق العظيم، الّذي أخرج كلّ شيء من العدم إلى الوجود، قادرًا على الإتيان بمخلوقات أكثر كمالاً، لأنّه قادر على كلّ شيء، طبعًا؛ ومع ذلك ثمّة ثلاثة أشياء لم يستطع الله نفسه أن يجعلها أكثر كمالًا: طبيعة المسيح البشريّة، عظمة مريم الدائمة البتوليّة في ولادتها، والمجد الأبديّ للقدّيسين[21].

الجزء الثالث موقع والدة الإله وشفاعتها