إلى الكهنة

إلى الكهنة

القديس لوقا أسقف سيمفروبول

نقلتها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

يتوجّه القديس لوقا الجراح إلى الكهنة الذين يقصّرون الخدَم أو لا يقيمونها بانتظام، مذكراً بقول النبي إرميا: “مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِاسترخاء” (ارميا 10:48). وهو كان يقيم جميع الخِدَم بنفسه بتقوى وعناية، دون تسرع أو قطع أو تقصير. كان ينصح الكهنة باستمرار في رسائل دورية بأن يقيموا الخدَم اليومية والصلاة من أجل رعاياهم:

“لدينا كنائس تبقى مغلقة طوال الأسبوع، إلى جانب الأحد. ألا ينبغي أن تفتح الكنيسة كل صباح، وتدق الجرس وتدعو المؤمنين، ولو لفترة قصيرة، إلى دخول الكنيسة قبل الذهاب إلى عملهم؟ إذا علم المؤمنون أن الكنيسة تُفتح كل صباح، أو أن الكاهن يقرأ السحرية أو الساعات أو غيرها، فإن نعمة الله ستتحدث إلى المسيحي الضعيف وسوف تجذبه إلى الكنيسة حيث يجد الكاهن يصلي من أجله…”

أناشد الكهنة احترام طلبي. ليس صعباً أن يقرأ الخدَم حتى عندما يكون الكاهن لوحده من دون مرتّل. إن نعمة الله على الكاهن هذا ستكون عظيمة لأنه يتذكّر أن الله جعله ليصلي من أجل الشعب… إذا كان إيمان الكاهن وروحه فاترَين، فكيف يُضيء نور الإيمان في النفوس التي فقدته، إن لم يتعرّف إلى الله في نفوس الناس الذين أعطاه الله أن يرعاهم ويصلّي من أجلهم..

إن كاهناً لم يقتنِ المعرفة الأولية بمهمته قد يحلّ مشكلة فراغ كهنوتي، لكنه سيخلق مشاكل أكبر وأكثر خطورة… أنتم الكهنة هدفكم في الحياة هو تغذية الناس من الله. قد ترى كهنوتك وسيلة يمكنك أن تأكلها؟ قد ترى خدمتك مثل وظيفة بسيطة، كمجرد مهنة معيلة؟ يجب أن تعلم أن الكهنة من هذا النوع يتعرف عليهم رعاياهم بسهولة…

عديدة هي الضربات التي تلقتها الكنيسة طوال تلك السنوات، وكثيرة هي الجراح، وعظيمة هي الكوارث. وبطبيعة الحال، سمح الله بكل هذا لتنويرنا لأننا أنفسنا مسؤولون أيضًا. من الضروري أن نتوب …

كل هذه الأشياء التي اختبرناها لم تصبح دروسًا لنا ولم تعلمْنا شيئًا. فنستمر في ارتكاب نفس الأخطاء بل وأسوأ من قبل. وبسبب هذا، يصاب الناس بالإحباط وينؤون بأنفسهم عن الكنيسة ويسقطون في شباك البدع وتكون النتيجة النهائية فقدان أرواحهم”

حثّ الكهنة على أن يكرزوا بكلمة الله حتى لو كانوا يفتقرون إلى التربية اللاهوتية:

“إذا كان الكاهن يطلب نعمة الله وإذا امتلأ نوسه وقلبه بكلمات الله فإن فمه سيتكلم من القلب. الروح القدس الذي يسكن في قلب الكاهن سيبشّر بنفسه بفمه المتواضع…

في الكتاب المقدس الكثير من المواضيع التي يعظ بها بحيث يسهل على أي شخص أن يجدها إذا قرأ … دعونا نتذكر أيها الإخوة القديس سيرافيم ساروفسكي الذي كان يقرأ العهد الجديد بأكمله كل أسبوع

إذا كنت لا تستطيع الوعظ بالكلمة فبشّرْ بأشياء أخرى. يجب أن تكون عطراً أمام الناس بحياتك وشخصيتك ومحبّتك للمسيح وبروح المحبة المسيحية والطهارة والإيمان العميق. إذا لم يكن لديك هذا العطر ولا هبة الكلام فلن تكون راعياً وستكون أجيراً ومن ثمّ ما الدفاع الذي ستقدمه أمام عرش المسيح الرهيب؟ قلب الكاهن هو قلب خاص ينبغي أن يتألّق بإيمان يسوع المسيح، يجب أن يكون قلب الكاهن نارًا لينير من نور الإنجيل، ليتألق من المحبة لصليب يسوع المسيح”