ثيوذوسيوس بطريرك أنطاكية

ثيوذوسيوس بطريرك أنطاكية

سامر عوض

المقدمة

أشعر بالحيرة والتعجب؛ لأن كثيرين يبذلون جهداً في مجال بحث معين ولفترة ليست بقصيرة، ولكن الثمرة التي يقطفونها يرمونها على رفوف مكتباتهم الخاصة، وعند دكاترتهم المشرفين، وفي الأرشيفات والدروج، أو على الرفوف. فما المانع مثلاً من أن توضع متل هذه الكتب والاطروحات على شبكة الأنترنيت، لتكون متوفرة للجميع، وبذلك يكون العلم متاحاً لكل الناس. ألسنا في عصر السرعة وثورة الاتصال، أم أن هذه عناوين فضفاضة خاوية من أي معنى. فلا مانع قانوني وعلمي من نشر أي أطروحة بعد فترة من الانتهاء من مناقشتها. فلما لاتوزع على مكتبات الأبرشيات الخاصة، نسخة من كل أطروحة يعدُّها طلاب (معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي)، بما لذلك من إفادة فياضة. وكل من يريد البحث في سيرة أحد ما، أو حقبة زمنية، أو مبنى ما، يضطر للبحث والنبش ويكتفى بكتابة مقال أدق وأسهل، من ناحية الأسلوب والبحث، وبهذه الصورة يصبح المقال الشق الفعلي والإفادي، والنافذة التي تطل الأطروحة على القارئ البسيط، مما يحولها من وسيلة لنيل شهادة (اللسانس) أو (الماجستير) أو (الدكتوراه) إلى غاية بحد ذاتها؛ لما تحويه من خلاصات جهد وتعب دؤوبان.

ما أردت أن تتصل هذه المقدمة بصلب المقال؛ لأنها لا تتعلق به جذرياً، ولا أن تنفصل عنه؛ لأن موضوعها شكَّّل هاجساً بالنسبة لي، طوال مدة بحثي في المراجع، والمصادر، وأمهات الكتب عن البطاركة الأنطاكيين العرب. فكما كانت المقدمة مرافقة لي في صدد تحضير البحث، فيجب أن تكون أيضاً ضمنها، عند العرض، إذ أتمنى إعداد أطروحات عن رجالات الكنيسة الأنطاكية بصورة عامة، والجدد منهم بصورة خاصة.

سيرة حياته

ولد في بيروت سنة 1885م، وتلقى علومه في مدرسة الأقمار الثلاثة الأرثوذكسية، والفرير. وحين بلغ سن الشباب شعر بميل شديد إلى الحياة الرهبانية، فأنتقل إلى دمشق، وعاش في الدار البطريركية، في كتف البطريرك ملاتيوس الثاني الدوماني (1899-1906)، وتابع دروسه في المدرسة الآسية الأرثوذكسية في دمشق. ولمَّا أنس منه البطريرك ميلاً إلى الدخول في سلك الرهبنة، أرسله إلى مدرسة البلمند، بعد أن ألبسه ثوب الرهبنة. فكان فيها رصيناً، وهادئاً، ووقوراً، لايمشي بسرعة، ولا يتكلم بصوت مرتفع، ولا يشارك الطلاب في اللعب، ولا يتسلى بالمزاح. وكان على نحول جسمه وشحوب وجهه ينام على فراش من القش، بعد أن أزاح بيده الفراش القطني الناعم، فنال احترام الطلبة، والأساتذة. وكانت حينها مدرسة البلمند الإكليريكية قد ازدهرت وأينعت، فأخرجت للكنيسة الكثيرين من خبرة خدامها. وكان مدير المدرسة وقتئذ ومعلموها من العلمانين، وكان من بين رفاقه الأكبر سناً أشخاص كانوا قدوة صالحة في الحياة الرهبانية الحقة، وهم: أنطونيوس مبيض من حمص، وميخائيل السيوفي من (دمشق)، وميخائيل شحادة من (كوسبا)، و(ألكسندرس جحا) مطران حمص لاحقاً.

وبالنظر لحسن سلوكه وانقطاعه إلى دروسه واجتهاده، وإحرازه الدائم لدرجات مرتفعة كان الأساتذة والطلبة يحترمونه. وحين أنهى دروسه سنة 1905 على عهد مطران طرابلس غريغوريوس حداد، والذي سامه شماساً إنجيلياً بعد أن أنهى دروسه في مدرسة (البلمند)، وفي سنة 1908 أرسله (البطريرك) إلى (ديار بكر)؛ لمساعدة ميتروبوليتها سلفسترس زرعوني، حيث تعلم اللغة (التركية)، وبعد وفاة المطران سلفسترس بقي وكيلاً للأبرشية، وبعد انتخاب (المطران ملاتيوس قطني) لأبرشية (ديار بكر) سنة 1912، عاد إلى (دمشق) وأستأنف الدراسة.
ثم أرسله البطريرك غريغوريوس إلى مدرسة الجنس في (استانبول)، فعاش فيها مدة سنة دراسية، ونال شهادتها، وانتقل منها إلى مدرسة (خالكي)، التي قضى فيها سنتين أو ثلاثة، وبعض المراجع تقول أربعة، واتقن خلالها اللغة (اليونانية)، والعلوم اللاهوتية.
وفي سنة 1915 رُسِمَ كاهناً، وارشمندريتاً. ثم رجع إلى دمشق، وتولى شؤون الترجمة، باللغات التي كان يتقنها، وهي (الفرنسية)، و(اليونانية)، و(التركية) أسوة ب(السريانية)، و(الانكليزية). وعُرِفَ حينها بالمترجم، وكان ملازماً للبطريرك غريغوريوس، الذي رقاه إلى رتبة الارشمندريت.
وحين اندلعت الحرب العالمية الأولى، أستد إليه البطريرك وخليفة ضابط ارتباط بين البطريركية، والحكومة التركية؛ لخدمة أبناء الملة، فقام بمسؤوليته خير قيام، وكان إضافة إلى ذلك أمين سر خاص بالبطريرك.
مرَّت أبرشية صور وصيدا وتوابعها بضائقة مادية خانقة، وبعد حصول مطرانها إيليا ديب على إذن سفر من البطريرك غريغوريوس؛ لجمع التبرعات، تمَّ تعيين الإرشمندريت ثيوذوسيوس. وبعد أن أستلم المجمع المقدس رسالة منه أنه آثر البقاء في (تشيلي)، ولن يعود إلى أبرشية صيدا وصور. وقد إلتأم المجمع الأنطاكي المقدس في دير مار الياس الشوير، وعالج شؤون الشغور ونظر في أمر المرشحين الثلاثة، وانتخب الأرشمندريت ثيوذوسيوس أبو رجيلي مطراناً على هذه الأبرشية، ورُسِمَ كسادس عشر مطران على هذه الأبرشية، بعد المطران الأول لها أنسطاسيوس سنة 1583، وسامة البطريرك غريغوريوس في كنيسة الدير في الثلاثين من كانون الأول سنة 1923. وفي 3 تشرين الثاني سنة 1940 نُقِلَ إلى أبرشية طرابلس بعد 25 سنة خدمة في أبرشية صيدا وصور، وذلك بقرار مجمعي، وكان فيها مثالاً للراعي الصالح الأمين المنقطع إلى عبادة ربه، وخدمة الرعية. في عهده شهدت (طرابلس) الكثيرمن النشاطات والأعمال، فقد تأسست العديد من الجمعيات في الأبرشية، ومنها جمعية (جنود الإيمان الأرثوذكسي)، وأُسِسَت مدارس عدة منها: مدرسة الإصلاح (أميون)، والمدرسة الأرثوذكسية (القيه)، التي كانت تتألف من ثلاث غرف قرب كنيسة مارمخائيل، وشيَّد ورمم العديد من الكنائيس، ككنيسة القديس يوحنا المعمدان في (كفر عقا).
وفي 17 حزيران سنة 1958 رقد البطريرك ألكسندروس الثالث طحَّان، فأنتخب ثيوذوسيوس مطران طرابلس قائمقاماً بطريركياً، وفي 14 تشرين الثاني انتخب بطريركا.ً

البطريرك والمجمع

رسم البطريرك ثيوذوسيوس في 23 شباط 1958 في الكاتدرائية المريمية الإرشمندريت إغناطيوس فرزلي أسقفاً على البرازيل. وترأس المجمع الأنطاكي المقدس يوم السبت 10/2/1962 الذي انتخب كلاً من: الإشمندريت الياس قربان مطراناً على طرابلس، والإشمندريت إغناطيوس هزيم أسقفاً لأبرشية بالميرا (تدمر)، ووكيلاً بطريركياً، والأسقف باسيليوس سماحة مطراناً لأبرشية حوران. وقد ترأس خدمة الذبيحة الألهية في دمشق بكنيسة الصليب في 11 شباط، ومشرطناً الأرشمندريت ميخائيل شاهين أسقفاً لتوليد وأوهايو في أميركا الشمالية. وفي 18 منه شرطَّن في الكاتدرائية المريمية الأرشمندريت إغناطيوس هزيم أسقفاً لبالميرا، ووكيلاً بطريركياً. وفي الكاتدرائية المريمية أيضاً يوم أحد الأرثوذكسية 18 آذار 1962، ترأس غبطته خدمة الذبيحة، ورسم الأشمندريت الياس قربان مطراناً على طرابلس. وفي كنيسة دير مار الياس شويا 11/9/1966، ترأس خدمة الذبيحة الإلهية مشرطِّناً الأرشمندريت إيليا صليبا أسقفاً لسلامية، ووكيلاً بطريركياً. وفي 14 منه ترأس خدمة الذبيحة في كنيسة الدير ورسم الإرشمندريت أثناسيوس اسكاف، أسقفاً فخرياً على أبرشية إيديسا، ومساعداً لميتروبوليت الأرجنتين ملاتيوس صويتي. ورسم الأرشمندريت غفرائيل صليبي أسقفاً فخرياً ومساعداً لميتروبوليت بيروت. كما ودعى أحبار المجمع للاجتماع في الدار البطريركية بدمشق، يوم 15 حزيران 1963؛ لإستكمال البحث في شؤون رعية تشيلي وجوارها، والنطر في الإقتراحات لتعديل القوانين. وفي سنة 1962 كلَّف المطران ملاتيوس صويتي لرعاية أبرشية تشيلي، التي كان له فيها نشاطات عدة، والذي أنتخبه المجمع المقدس، مندوباً مجمعياً مفوضاً لحل مشاكل الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية فيها، أثناء مرض البطريرك. ومنذ 28/9/1966 استقلت المكسيك عن أبرشية أميركا الشمالية، وأصبحت ميتروبوليتية يرعاها المطران أنطونيوس الشدراوي، وتشمل ولايتها المكسيك، وفنزويلا، وهندوراس، وكولومبا، وكوبا.

من إنجازات البطريرك

أثناء زياراته سنة 1961 لرؤساء الكنائس المستقلة في القسطنطينية، وموسكو، وتشيكوسلوفاكيا، واليونان، طلب إليه البطريرك القسطنطيني، أن يكون وسيطاً بين كنيستي القسطنطينية وبلغاريا؛ لإيجاد التفاهم بين الكنيستين، وقد قام غبطته بهذه المهمة خير قيام. فكان النجاح حليفه بعد المفاوضات التي جرت بين كنائس القسطنطينية، وروسيا، وبلغاريا. وبذلك اعترفت البطريركية القسطنطينية بقانونية استقلال الكنيسة الأرثوذكسية في بلغاريا، الأمر الذي كان ينتظره، رؤساء الكنائس بفارغ الصبر، وخصوصاً البطريرك البلغاري كيرلس، وبذلك كان للبطريرك دور هام، ومحوري على الصعيد الأرثوذكسي في العالم.

أسس البطريرك ثيوذوسيوس متحف البطريركية سنة 1961، الذي يضم المخطوطات، والكتب، والمقتنيات، والأواني الثمينة، والنفيسة. وعمل على تنظيم المكتبة البطريركية مكلفاً بذلك الدكتور نجيب ميخائيل الساعاتي مدير معهد الدراسات اليونانية بالإسكندرية، والذي نظَّم المخطوطات، وأمهات الكتب، والمصادر، والمراجع، ونسَّقها.
وقد أزاح الستار عن اللوحة التذكارية؛ لمناسبة وضع حجر الأساس، لمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الأورثوذكسي العربي الأول في لبنان، والشرق. والذي تبرع بتكاليف إنشائه، مطران نيويورك وسائر أمريكا (أنطونيوس بشير). وأعاد إصدار مجلة (النعمة) سنة 1959، بعد أن احتجبت منذ سنة 1914. أسوة بنشاطه على صعيد بناء الكنائس، والمدارس الأرثوذكسية الأسية بدمشق.

علاقات وزيارات البطريرك

منحه ألكسي الأول بطريرك موسكو وسائر روسيا، شهادة دكتوراه فخرية، من أكاديمية موسكو اللاهوتية، أثناء زيارته دمشق. زار البطريرك ثيوذوسيوس بلغاريا، وبطريركها سنة 1960. وفي 1963 قام بجولة على رعايا الكنيسة الأنطاكية. وزار اليونان سنة 1964. وزاره بطريرك صوفيا وسائر بلغاريا، على رأس وفد رفيع المستوى سنة 1962. وفي شباط 1967 التقى بطريرك الأرمن الأرثوذكس. وأيضاً اللجنة الدائمة لمؤتمر الكنائس الشرقية. وأبرق مهنأً للرئيس اللبناني شارل الحلو بمناسبة انتخابه في 18 آب 1964، وردَّ الأخير بالشكر، والأمتنان. وفي 17/8/1966 التقى الرئيس الحلو بالبطريرك، وفي 15/9 منه ردَّ الأخير الزيارة في دير مار الياس (شويا). وفي سنة 1961، أرسل وفداً إلى مؤتمر رودوس يمثل الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، مؤلف من إغناطيوس حريكة مطران حماه، وألكسندروس جحا مطران حمص، والياس معوض مطران حلب، والدكتور نجيب ميخائيل الساعاتي.

توفي البطريرك ثيوذوسيوس السادس في 19/9/1970. وقد خلفه مطران حلب ايلياس معوض، والذي انتخب بطريركاً. وقد تم تنصيبه في 25/9/1970.

من رسائله الرعوية وعظاته

1ً- رسالة بطريركية رعائية، بمناسبة إنتهاء العام 1960، بحث من خلالها غبطته المؤمنين على العمل لصقل ذواتهم، بتعميق الحياة الروحية بصورة متواصلة، وأنَّ حياتنا على الأرض، ما هي إلا غربة عن الوطن الحقيقي (السماء). وعلى كل مؤمن أن يغتنم حياته كفرصة لتفعيل الوصايا، والقيام بأعمال البر، والخير. فعلى الإنسان أن يخشى الله، ويتوخى رضاه في كل زمان ومكان، في الليل والنهار، في الرخاء والشدة، لا في المعابد وحدها، بل في المصانع، والمزارع، والمدارس، وكل جزيئات الحياة اليومية، ليكون الله الكل في الكلن، ومالئ كل صقع.. 2

ً

نداء بطريركي سنة 1964، بالذكرى الخامسة لإعادة عجلة النعمة إلى النور: النداء موجَّه إلى القراء، والأنطاكين عموماً، من علمانيين، وإكليريكيين لشكر فيه الله، وبحث على المساهمات وضرورة متابعة السير على طريق الجهاد، والإجتهاد؛ لتحقيق مستوى أفضل .

3ً- رسالة بمناسبة بدء سنة 1963: يدعو فيها المؤمنين الأنطاكيين إلى أخذ الدروس والعبر من غابر الأيام، التي أصبحت في قبضة الزمان، فعلى الإنسان ألا ينظر إلا إلى الأمام؛ لأن الله سيد الكل، هو غايتنا، وخلاصنا فعلينا أن نذكر بأن الله محبة، وفيما نحن أبنائه نقتدي به. ونتمنى للأنطاكيين بصورة خاصة والبشر بصورة عامة، أعوام سعيدة مديدة مستمطراً بركات السماء وخيرات الأرض.
4ً- عظة بمناسبة آلام المسيح يسوع: موجهة إلى الأكليروس، والشعب يقارن شارحاً أنه منذ ألفي عام في 14 نيسان القمري اليهودي، و23 آذار الشمسي، أُريق دم الرب على عود منتصب؛ كي يهدي العالم إلى الطريق السوي القويم، وألا نعود كآدم آرقاء للخطيئة، بل أبناءاً للله الذي حررنا بدمه من سلطانها. ولهذه الرسالة وَقع كبير لما تحويه من معاني تخص الخلاص بيسوع.
5ً- رسالة ميلادية سنة 1965: مما جاء فيها، أن الله قد أرسل أبنه الوحيد؛ كي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية، وقد ولد الله بالعجائب من أجلنا نحن البشر، وميلاده نتيجة محبة للبشر فقد قدَّس طبيعتنا، لا بل آلهنا عندما لبس بشرتنا. فما انتقل من السماء لو لم يريد أن نذهب إليه فالحياة وسيلة للوصول لله.
6ً- رسالة فصحية سنة 1967: مما جاء فيها، أن الحمل الذبيح قبل الدهور جاء إلى العالم لا ليعيش معنا، وحسب بل ليخلصنا أيضاً. فهو قَبِل أن يُسمَّر على الصليب ويموت كإنسان ليقوم كإله، فإمتزاجه معنا هو برهان محبته لنا، ورغبته في أن يخلصنا، إذ أخلى ذاته آخذاً صورة عبدٍ صائراً مثلنا، فلا يمكن أن تفهم الموت إلا بالقيامة التي نحن أبنائها، وقد اشترانا يسوع بدمه المسفوك على الصليب. فهو الطريق، والحق، والحياة، والنور.
7ً- رسالة ميلادية سنة 1960: مما جاء فيها، شرح الإنجيل الميلاد من خلال الترانيم، فهي تعبر عما ورد فيه من أحداث. وعلينا أن نستجمع أفكارنا وحواسنا ونشكر الله على التنازل الذي أتمه من أجلنا، فهو ارتضى أن يعيش في أحشاء البتول. وعربوننا الأمثل له يكمن في إخلاصنا وعملنا كما أراد (أحبوا بعضكم بعضاً، كما أنا أحببتكم) فعلينا أن نحدق فيه دوماً بأبصارنا وبصائرنا.
8ً- عظة الأسبوع العظيمم سنة 1962: مما جاء فيها، أن المسيح، قد حقق انتصاراً باهراً على الموت بقيامته. فالمصائب، والآلام، والمتاعب مافارقت حياة المسيح البتة. فقد اتخذ مسرحاً لآلامه من منطقة أورشليم جنوباً، إلى الجليل شمالاً، ومن ساحل صور وصيدا غرباً، إلى عبر الأردن والعشرمون شرقاً. فتقيم أسبوع تذكاري لا لتستعيد الحوادث تاريخياً، بل لنستوحي العبرة. وقد أورد شرح بسيط للأسبوع العظيم ليتورجياً، وطقوسياً، ومن ناحية الحوادث بشكل دقيق وافي.
9ً- كلمة من وحي الميلاد، سنة 1962: مما جاء فيها، لم تكن ولادة المسيح بصورة عجائبية، وحسب بل إلهية أيضاً. فهذه ذكرى سماوية إلهية، تبشر بمجيء الأبن. فالفقر أو الغنى ليسا يقربان للله، بل الرغبة في الوصول إليه، هي غاية تجسد الكلمة، وهذه حقيقة من جَهِلَهَا، أو تجاهلها يحيد عن السبيل القويم الصحيح، الذي يُرجِعَنَا للله.
10ً- ألقى يوم الأحد 4 تموز 1954 خطابا،ً بإسم المجمع الأنطاكي المقدس بصفته عميد المطارنة، وذلك في الكاتدرائية المريمية بدمشق بمناسبة اليوبيل الذهبي الأسقفي للبطريرك (ألكسندروس) طحان: نوَّه من خلاله بالدور الكبير الذي لعبه صاحب الغبطة على صعيد الكنيسة عموماً، وما قام به من تضحيات ومواقف على مدى خمسين عام، جللت هذه المسيرة الطويلة الشاقة.

من مواقفه

1ً- رداً على سؤال يتعلق بتبرئة الفاتيكان لليهود من دم المسيح، أجاب: تنظر الكنيسة الأنطاكية بقلق وألم شديد إلى لجوء كنيسة ما، في النصف الثاني من القرن العشرين، إلى إعلان رسمي في هذا الموضوع بالنسبة لليهود. وقد ذكر أنه شخصياً لايشعر بوجود ضرورة لذلك، وليس له ضرورة، فلم يبتكر الإعلان شيئاً سوى تهليل ما يسمى (إسرائيل)، مما له فوائد عملية بالنسبة إليها.

2ً- وعند سؤاله عن الوحدة في المنظار الأرثوذكسي، أجاب: أن الأرثوذكسية منذ نشوئها كجماعة متميزة، بين جماعات أخرى وتعد نفسها مسؤولة بشدة عن أسباب الجفاء، ولكننا لا نتوهم أن الوحدة تنشأ بخطابات ومجالسات، بل بإنفتاح صدر مطلق على الحقيقة، وسعي مثبت نحو الهدف بكل استقامة، وصدق وتتطلب الآمر حواراً حميمياً عميقاً بعيداً عن روح المشاحنة.

المراجع

أولاً – الكتب:

1- اسطفان، الأب نايف إبراهيم: تاريخ أبرشية صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس، 1999.
2- دبس، ماري مالك: البطريرك غريغوريوس الرابع (حداد) 2003 أطروحة
3- أثناسيو، الأب الدكتور متري هاجي: موسوعة بطريركية أنطاكية التاريخية والآثرية، الجزء 9/1، الطبعة الأولى 2001.
4- أثناسيو، الأب الدكتور متري هاجي: موسوعة بطريركية أنطاكية التاريخية والآثرية، الجزء 9/2، طبعة أولى، 2002.
5- رستم، الدكتور أسد: كنيسة مدينة الله أنطاكيا العظمى، الجزء الثالث، 1966.
6- إدارة مجلة النعمة: تقويم النعمة 1964.
7-بطريركية أنطاكية وسائر المشرق: كتاب اليوبيل الذهبي الأسقفي لصاحب الغبطة ألكسندروس الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، 1954.
8-نحاس، الشماس أرثانيوس جرجي: البطريرك الطحان للعبرة والتاريخ، 1938.
9- ياكومي، الأب جبرائيل: أبرشية طرابلس في القرن العشرين، 2003 .

مجلات :

1-مجلة النعمة، العدد 11، أيلول 1961.

2-مجلة النعمة، العدد 22، نيسان 1962.

3-مجلة النعمة، العدد 17، آذار 1962.

4-مجلة النعمة، العدد 25، كانون الثاني 1963.

5-مجلة النعمة، العدد 23، تشرين الثاني 1962.

6-مجلة النعمة، العدد 41، أيلول 1964.

7-مجلة النعمة، العدد 58، نيسان 1966.

8-مجلة النعمة، العدد 61، أيلول 1966.

9-مجلة النعمة، العدد 47، آذار 1965.

10-مجلة النعمة، العدد 2، تشرين الأول 1960 .

11- مجلة النعمة، العدد 5، كانون الثاني 1961.

12-مجلة النور، العدد 10، تشرين الأول 1962.

13-مجلة النور، العدد 8، تشرين الأول، السنة الحادية والعشرين.

14- مجلة النور، العدد 9، آيار 1961.

15- مجلة النور، العدد كانون الثاني وشباط، سنة 22.

16- مجلة النور، العدد تشرين الثاني، سنة 1962.

17- مجلة النور، العدد شباط وأذار، 1945.

18-مجلة النور، العدد تشرين الأول، 1962.

19- مجلة النور، العدد تشرين الأول، السنة 21.

20- مجلة النور، العدد أذار، 1958.

21-مجلة النور، العدد آيار، 1964.

22- مجلة النور، العدد حزيران، 1964.

23- مجلة النور، العدد أيلول، 1963.

24- مجلة النور، العدد تشرين الأول، 1963.

25-مجلة الأيمان، العدد تشرين الثاني، 1958.

ثالثاً: مراجع من الانترنت:

http://church-history.info (1-http://church-history.info/)

2-http:/www.orthodoxlegacy.org/Year4/040810EliasIV.ht

3-http://www.orthodoxlegacy.org/Year4/040810EliasIV.htm

4- www.orthodoxlegacy.org/Year4/040810EliasIV.htm

Leave a comment