من ثمار الروح – 1

من كتاب ثمار الروح – الفصل الأول
كالينيكوس مطران بيريه
نقلته عن اليونانية: ماريّــا قبارة

 

“أما ثمر الروح، فهو محبـَّة فرح سلام طول أناة لطف صـلاح إيمان، وداعة تعفف” (غلا22:5-23)

انعكاس ثمر الروح في أعمال الجسد

يثمر قلب الإنسان نوعين من الثمار. النوع الأول ثمار صالحة، أمّا النوع الثاني فثمار الحمأة. يذكر القديس بولس الرسول برسالته إلى غلاطية هذين النوعين؛ النوع الصالح هو الثّمر الذي يُنتج أفضل قوى الإنسان الروحية بنعمة واستنارة الروح القدس. أمّا النوع الآخر فهو أعمال الجسد؛ الشرور المختلفة التي تنمو في قلب الإنسان عندما نغيب عنه نعمة واستنارة الروح القدس، وعندما يعيش مُقاداً بحسب ميله وشهواته وأهوائه؛ وهذه الأعمال هي أدنى قيمة من الإنسان وممتلئة نتانة خانقة.
تقدّم أقوال الرسول بولس أعمال الجسد بالشكل التالي: “زنى، نجاسة دعارة، عبادة الأوثان سِحِر عداوة خصام غيرة سخط تحزّب شقاق بدع، حسد سكر بَطر وغيرها” (غلا19:5-21). يقول الرسول بولس إنّ كلّ هذه الشرور ومثلها هي الأعمال التي يجرفنا إليها ميلنا الجسدي الفاسد، وهي أعمال كريهة، والإنسان الذي يقدم على أعمال كهذه له نهاية مخيفة. على عكس هذه الثمار التي تنتج ثمار نتانة الجسد، ثمر الروح تنتج الثمار العليا النبيلة والمؤلهة والسماويّة، وتهب طيب أريج بامتياز؛ فهذا الثمر هو الفضائل التي تحلّي النفس البشرية وتعمل فيها لتجعلها متلألئة ولامعة من العظمة الإلهية “أما ثمر الروح، فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان، وداعة تعفف” (غلا22:5-23). يعترف بولس الرسول في الآية (17) بأنّ في قلب الإنسان حرباً قوية، “الجسد يشتهي ضدّ الروح، والروح ضدّ الجسد، وهذا يقاوم أحدهما الآخر” ومن أجل خير الإنسان يجب أن تكون الغلبة في هذا الصراع للروح. لكن هذا لن يحصل من دون اشتراك إرادة الإنسان الحرّة، ومن دون المحاولة والجهاد. لذلك من الضروري لكي نستطيع أن نثمر روحياً ونتجنّب نتانة أعمال الجسد أن نتعمّق في معرفة أنفسنا وأن نرى ميول وأهواء قلوبنا، وأن نعي ما يجب أن نفعله ليستطيع الروح من تغيير قلوبنا.

حول ميول الإنسان الشريرة

لم يبقَ الإنسان في الحالة التي كان عليها عندما جُبل بيديّ خالقه. آنذاك كان “حسناً جداً”، كان طاهراً نقيّاً من كلّ ميل شرير. كان في حالة البراءة واللاهوى، ولكنّ الشيطان أغواه وللحال استعمل إرادته الحرّة التي خصّه بها الله استعمالاً سيئاً. فكسر وتعدّى وصية خالقه، ومعروف للجميع قصة وخطيئة الجبّلة الأولى. وكنتيجة لذلك العصيان فقدَ براءته التي كانت عنده ودخل في نفسه الشرّ والمكر والخباثة. كلّ تلك البذور السماويّة للفضائل التي كانت عنده بذرها الله في نفسه بهدف، وبإرادته الحرّة واختياره كان عليه أن ينمّيها ويزيدها والتي كانت مدعاةً للعجب!. ولكن الآن صارت بذرة جديدة في نفسه، البذرة التي صنعها سمُّ عصيانه، وهكذا تحوّل ميل الفضيلة والصلاح ميلاً للشرّ؛ وانعطف قلبُ الإنسان منذ ذلك الحين بشكل أكبر إلى الشرّ ضدّ الخير. وكما يقول موييلاس: “حالة البراءة وعدم الشرّ… تبدّلت إلى حالة الخطيئة”. والإنسان المجبول؛ على “صورة الله” تشوّهت وفسدت “حسب الصورة”.
تلك المخالفة كانت ذات نتيجة مؤلمة لكلّ الجنس البشري. جرفت الجنس البشري بكليته، ونحن الآن نتحمّل نتائجه. وهاك البعض منها: جرّدت الإنسان وحرمته من نعمة الله وقلبت ميوله الصالحة، وورث منذ ذلك الحين الميل والاتجاه السيء، بينما كان الإنسان قبل العصيان يميل إلى الخير، ولكنّه الآن يرضى أكثر بالشرّ ويشكره.
“فتنسّم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان لأنّ تصوُّر قلب الإنسان شرير منذ حداثته” (تك21:8)، أيّ تشّوه العالم النفسي، واتجهت الميول الصالحة لقلب الإنسان إلى الاتجاه الخاطئ (تك5:6).
بينما الإله لكونه صالحاً خلق كلّ شيء بأعمال حسنة، أمّا المخلوق فقد انقلب إلى الإثم بإرادته الخاصة. يقول القدّيس بولس الرسول: “الحالة الطبيعية فسدت، وأصبح ذهن (الإنسان) جسدياً” (كول18:2)، وبواسطة المعمودية المقدسة تحررّنا من الخطيئة الجديّة ومن قدرة الخطيئة، وتوّقف الميل نحو الشرّ أن يكون خطيئة لكنّه بقي كإرث فينا.
لم يتركنا الله من دون مساعد في هذا الجرف الذي أوقعنا أنفسنا به بالمعصية، فبادر من فيض المحبة ليخلّص جبلته. فأرسل ابنه الوحيد إلى هنا؛ إلى الأرض، وأصبح الرب لعنة كي يحررّنا من اللعنة “ولكنّ الله بيّن محبته لنا لأنّه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا” (رو8:5).
بواسطة تجسّد الرب الإله وذبيحته انمحى سلطان الخطيئة، “فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد” (رو3:8). أيّ أنّ الله كي يبيد الخطيئة أرسل ابنه بالجسد والذي شابه جسدنا، لكن ليس جسد الخطيئة، وهكذا حكم وحلّ الخطيئة بواسطة جسد ابنه، الذي وإن كان منزهاً عن الخطأ تحمّل نتائج الخطيئة مسلماً نفسه للموت.
بإيماننا بالمسيح المخلّص وبالمعموديّة انمحى وتلاشى من فوقنا جسد الخطيئة، لكن بقيت داخلنا الشهوة والانعطاف إلى الخطيئة. وبالمعمودية المسيحيّة الهوى والانعطاف هذين هما غير مؤديين، ولكن يكوّنان دفعاً مستمراً للشرّ، محركاً داخلياً دائماً لقلبنا نحو الخطيئة، لذلك نحن معرضون في كلّ لحظة للتهلكة. إن لم نقاوم هذه الأهواء سنستعبد للخطيئة، يتعلّق هذا الأمر بالأكثر بإرادتنا، وتُمنح لنا بوفرة مساعدة من الله، لكن هذا متعلق بنا وبيدنا نستعملها أو نحتقرها ونرذلها، وعندئذٍ لن يقتحم الله حريتنا.
إنّ عبوديتنا للميول الشريرة تتوقف على إرادتنا أو نتغلب عليها. كما أنّ على الإرادة يتوقف إثمارنا الثمار الروحيّة أو عقمنا تجاهها. إنّ دور الإرادة الحرّة كبير لهذا نحمل مسؤوليات عن إثمارنا أو عن عدمه.

الاستعمال الخاطئ للحريّة

إنّ قلبنا له ميل وانعطاف إلى الشهوات بقوة كبيرة، لكن قوّة إرادتنا ونعمة الروح القدس هي أكبر. ونحن نستعمل دوماً مشيئتنا الحرّة استعمالاً خاطئاً، ولها نتائج مدمّرة في حياتنا.
أُعطيت لنا نعمة الله في ساعة معموديتنا وقد أخذنا فيها نعمة الروح القدس. لكن نحن بإرادتنا السيئة نحتقر مرات كثيرة نعمة الله هذه في حياتنا، ونستسلم من دون أي حاجز إلى إرضاء ميولنا الشريرة، لذلك تزداد حياة الخطيئة داخلنا، ولا نقاوم ميولنا الشريرة بل نتركها حرّة لتتأجج وتشوش ما بداخلنا. وهكذا نصل إلى درجة تصبح معها هذه الميول خطايا معتادة. وعندما تتأصل هذه الخطايا بشكل اعتيادي داخلنا تصير مفسدة للنفس. هذا الهوى الخاطئ هو بالضبط حالة متأصلة من الإثم واستعباد النفس له. لكن عندما يُستعبد الإنسان لعاداته السيئة المعتادة والأهواء الخاطئة، عندها يعيش ويعمل أعمال الجسد التي تحدث عنها القديس بولس في الآية (19-20-21)، قبل أن يتحدث عن ثمار الروح التي ذكرناها في السابق.
حالة الإنسان الذي يعمل أعمال الجسد مخيفة فمن يعمل هذه الأعمال من المستحيل أن يرضي الله. “الذين يحيون في الجسد لا يستطيعون إرضاء الله” (رو8:8). ويصير عدوّ الله من يعيش مستعبداً لرغباته الشريرة “لأنّ نزوع الجسد عداوة الله” (رو7:8)، ولا يصير فقط عدواً بل ينفصل بشكل نهائي عن الله ويحكم عليه بالموت الروحي “الجسد ينزع إلى الموت” (رو4:8).
بعد تعداد أعمال الجسد “الذين يعملون هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله” (غلا21:5). كلّ هذه الأعمال المخيفة تحدث مع الإنسان عندما يستخدم حريته أيّ إرادته الحرّة استخداماً سيئاً، ويقصي عنه نعمة الروح القدس. يقول القديس مكاريوس المصري: “لأنّك تكون عارياً من قوة الروح تصير عبداً ذليلاً للأهواء”، ليشدد عل الحالة المخيفة للإنسان الذي يحرم بإرادته السيئة من نعمة الروح القدس. هكذا إنسان لا يستطيع أن يثمر ثمار الروح وإنّما فقط أعمال الجسد لأنّ “الإنسان القديم” يتسلط عليه.
إذاً أعمال الجسد هي إنتاجنا الخاص بشكل حصري فينا. تنمو داخلنا كلّما تساهلت إرادتنا وخضعت. فالاستعمال الخاطئ لمشيئتنا أصبح خاطئاً لهذا فأمامنا مسؤولية أمام الله عنها. ويقول القدّيس إيكومينيوس شارحاً آية القدّيس بولس “الأعمال الشريرة تنبع منّا فقط لذلك فأعمال الجسد إنّما هي منحطة ثقيلة”. ولنا مسؤولية أمام الله عنها. وتزايدها يعود إلى تخاذلنا أمام الميول السيئة أي الاستعمال السيء لإرادتنا الحرّة. إذا أردنا أن نستعمل نعمة الله بشكل مفيد، فبالنعمة هذه سننتصر على الشهوات الشريرة.

ثمار الإنسان الروحيّة

إنّ أعمال الجسد تتولّد بنفسها في داخلنا، أما ثمار الروح فتتوّلد من معاضدة إرادتنا مع نعمة الروح القدس، “أعمالنا الصالحة تتأتى من الاجتهاد، وأيضاً بقوة من العلى” يقول القدّيس إيكومينيوس.
إذاً ثمر الروح هو مجموعات روحية، تظهر في حياتنا بالأعمال الصالحة، وتكوّن معرفة واضحة للثمار الروحية، فلكي تثمر أنفسنا روحياً من الضروري أن يسود الروح في قلوبنا. لكن هذه الحالة العميقة لسيادة الروح داخلنا هي انتزاع أهواء خطايانا وضعف قوى الشرّ داخلنا. أيّ أنّه يصير معسكر حرب، فلكي ينتصر ويسود أحدهما يجب أن يُنتصر ويساد عليه من الآخر. لا يستطيع الروح أن يسود في حياتنا عندما نعيش حياة الجسد، إنّه لمستحيل اجتماع فضيلة حقيقية مع شرّ وخيم، وكي ينتصر الروح يجب أن تنزع الأهواء والعادات السيئة ليبقى أرضاً حرّة تنمو فيها حياته الروحية وينتج ثمار الروح. وفي هذه الحالة نتحرر من رباط أهواء الخطايا وبمساعدة الروح القدس نستطيع أن نحقق هذا الأمر. يقول القدّيس مكاريوس المصري: “الأهواء المستترة والخفيّة هي كائنات صعب التحرر منها ويضبطها بشكلٍ خفي الروح القدس، لأنّها متجذّرة ومتأصلة في النفس”. ويبيّن لنا النبي داوود شعرياً هذا الأمر “من الخطايا المستترة أبرئني” (مز12:19). فبواسطة الابتهالات الكثيرة والإيمان والميل الكامل نحو الله، وبمؤازرة الروح تعضد قوانا، “وإلاّ فكلّ ما نملكه يعاندنا ويكبّل قلوبنا في الحبس” (القديس مكاريوس المصري). فلكي نتحرر من أهواء الخطايا التي تجذّرت في قلوبنا يجب أن نسأل بالصلاة الحارّة مساعدة الله ومؤازرة الروح القدس في محاولتنا هذه وأن نجاهد أن نملك يقظة دائمة في قلوبنا.
تلعب إرادتنا الحرّة دوراً أساسياً في تخليص نفوسنا من الأهواء وفي نموّ الفضيلة داخلنا. فلا إصلاح ولا نموّ في الفضيلة من دون إرادتنا ومحاولتنا الخاصّة. لا يقتحم الله أبداً إرادتنا ومشيئتنا الحرّة. هذا الخالق هو نفسه من زوّدنا بالمشيئة الحرّة لذا لا يقتحمها.طبعاً يريد خلاصنا وكمالنا الروحي. وينادينا دوماً بكلمته الإلهية وينبّهنا لكي ننفض عنّا قيود أهواء الخطايا من قلوبنا. وهو جاهزٌ ليساعدنا ويقوينا ضدّها. ما يبقى هو أن نريد نحن ذلك، يريد هو أن نخطو الخطوة الأولى؛ أن نقدّم إرادتنا ورضانا ليعطينا هو مباشرة “99” خطوة، ويتبع ذلك الكمال فينا.
“إذا أراد الإنسان أن يعطي الرغبة فقط لمشيئة الله، فالله يجتثّ الأهواء والأفكار الشريرة من الإنسان، وبعد أن ينقّيه يغرس فيه ثمار الروح القدس التي هي المحبة والفرح والسلام وطول الأناة والصلاح، والأعمال الطاهرة والإيمان والطهارة والعفّة”. إذاً، إرادتنا هي ضرورية لنقاء نفوسنا بالروح القدس من أهواء وفساد النفس التي عشعشت فينا، ومن أجل تقدّمنا الروحي والأخلاقي وكمالنا وإثمارنا بالروح القدس. إنّ الروح القدس لا يحابي، بحيث يعطي للبعض مواهبه وللآخرين لا يعطي. بل يرى كلّ البشر بنفس عين المحبة “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يقبلون” (1 تي4:2). لكن يريد رغبتنا الخاصّة فهو لا يفرض نعمته عندما نصدّها نحن ونمنعها. يجب أن تُساهم إرادتنا لكي تعمل عجائب الروح القدس فينا فتبدّل عقمنا وقلبنا العديم الثمر إلى أرض صالحة مثمرة.
من دون أي مساعدة لنا من العُلى؛ لا نستطيع وحدنا أن نثمر روحياً. فقوانا من دون نعمة الله هي فقيرة، فمن الخطأ أن نعتمد في إصلاح أنفسنا وكمالنا على كياننا الشخصي، وقد أوضح لنا الرب عن هذا الأمر في الرمز المجازي للكرمة: “أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لأنّكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو5:15). وهناك حاجة أن نبقى قرب الرب، نتحّد معه كما يتحّد الغصن بالكرمة لننتج ثمار الصالحات “كما أنّ الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ” (يو4:15).
تحررنا من أعمال الجسد وإثمارنا الثمار الروحية هو عمل يساهم فيه عاملان، الأول، محاولتنا وإرادتنا الخاصة، والثاني، نعمة الله التي هي نعمة الروح القدس تمنح لنفوسنا. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: “كذلك نحن أيضاً لنقنع أنفسنا، فلو اهتممنا ملايين المرات لا نستطيع أن نحقق شيئاً إلاّ إذا استمدّينا القوة الإلهية من العُلى، أيّ إن لم نحصل على المؤازرة من هناك لن نستطيع أن نحقق ما يجب علينا تحقيقه. هكذا أيضاً لن نستأهل العلويات إن لم نستمد منه هو نفسه. لذلك علينا أن نهتمّ لتنـزل علينا عنايته من لدنه. لكيما بسعينا الخاص ومحبة الله للبشر تسكن فينا كلّ يوم أمور الفضيلة ونتذوّق كثيراً النعمة العلوية”. وفي حديث القدّيس باسيليوس الكبير عن تغيير قلوبنا من الدنيويات إلى الروحيات شدّد على ضرورة إرادتنا وحضور الروح القدس وتمام الأعجوبة: “إنّ هذا التجديد والانتقال من الحياة الأرضية الخاضعة للأهواء إلى السلوك السماوي الصائر إلينا من الروح القدس بمعجزة فائقة الطبيعة يقود إليها نفوسنا”.
ويشدّد القدّيس مكاريوس المصري لذات الحقيقة ويقول: “الذي ينغمس في فضائل قوة الروح الصالح إنّما هو كحجر يسقط في البحر وينغمر كلّه في الماء. بنفس الطريقة الذين يسيرون ويتمثلون فضائل الروح غير المتحوّلة فيهم تظهر عليهم ثمارهم في كلّ شيء، فهم كاملون من الداخل لأنّهم تنقّوا بالروح فلا يصدر عنهم أيّ فعل سيّء ولكن دوماً تشعّ منهم ثمار الروح. هذه هي إنجازات الكمال الإلهي”.

Leave a comment