لنكون بسلام علينا أن نحفظ الوصايا

الأرشمندريت ميثوذيوس (ماركوفيتش)

نقلته إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

الأرشمندريت ميثوذيوس هو أصغر رؤساء الأديار الأثوسيين عمراً. هو رئيس دير خيلاندار الصربي. حاورته أولغا أورلوفا لموقع orthochristian.com.

نقول “كُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ”

هناك مثل أظن أن الكثيرين يعرفونه عن شخص تشكّى إلى الله: “صليبي ثقيل جداً”. فظهر له ملاكه الحارس وقال له: “يا رجل، لمَ تبكي؟ لقد أرسلني الله لأعطيك الصليب الذي اخترتَه أنت لنفسك”. وفي تلك اللحظة ظهرت مجموعة كبيرة من الصلبان البشرية أمام أعين المتذمِّر. وإذ جال فيها كلها، شعر بشيء من الانزعاج إلى أن توقّف عند صليب متوسط المنظر فوقع ذاك على كتفه، فقال له الملاك “هذا هو الصليب الذي لديك الآن”.

يعلّم القديس دوروثايوس في تعاليمه: إذا كنتَ تقبل كل ما يجري في حياتك وكأنه من يمين الله، فسوف تكون دائماً في سلام وهدوء. لا يهمّ ما يجري فهو من اللهّ! المجد لله في كل شيء.

مع هذا، لنكون في سلام، علينا ان نحفظ الوصايا، وإلا فنحن ننقل مسؤولية غبائنا إلى الله. إن هذا النوع من الناس هم الذين يجدّفون عليه، تذكروا اللص المصلوب عن يسار المسيح. إن الصليب والتوبة هما باب الملكوت السماوي. من بعد أن اعترف اللص الحكيم: ربي اذكرني متى أتيت في ملكوتك قال له المسيح مباشرة: اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 42:23-43)، لكن الله لم يرفعه عن الصليب مباشرة، بل عانى اللص من العذاب وكُسرَت قدماه، اي أنه تألّم عن خطاياه.

وهنا يمكننا أن نقول العكس: مَن يطلَب منه كثيراً يعطى بدلاً عنه مع الفائدة.

إن العالم المعاصر يخشى الصليب ويتهرّب منه. لكن الرب يرسل الصليب للخلاص. إذا لم يكن هناك صليب فليس هناك قيامة مع المسيح. في النهاية، معنى رحمة الله الصليبية الشكل موجود في الفرح الفصحي الذي يستمر إلى الحياة الابدية.